حالة من الرعب تجتاح العالم خوفا من عودة الإرهابيين المنضمين إلي داعش في ليبيا وسوريا والعراق إلي أوطانهم ..خاصة في ظل الهزائم المتتالية للتنظيم وتراجعه الحاد في الدول الثلاث ..عودة الإرهابيين من مناطق الصراع إلي بلادهم ليست بجديدة خاصة في مصر حيث عانت مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي من عنف العائدين من أفغانستان وألبانيا والبوسنة والعراق الذين نفذوا عمليات إرهابية عديدة ضد الشرطة والسياحة والمواطنين واستهدفوا الوزراء والمفكرين وخططوا مرات عديدة لاغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك وما ان خفت حدة عنفهم قليلا بعد المراجعات الفكرية التي اجروها في السجون حتي عادت الظاهرة تطل برأسها من جديد حيث ازدادت المخاوف من عودة الإرهابيين الهاربين الي سوريا وليبيا إلي مصر مرة أخري خاصة ان التقديرات تشير الي انضمام عدة آلاف من المصريين لتنظيم داعش ليبيا وسوريا وان محاولات اعادتهم إلي مصر مستمرة من جماعة الإخوان وحلفائها لزعزة استقرار البلاد وتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة والشعب ..لكن وحسب الخبراء والمحللين فإن الرؤية المصرية الواضحة في مكافحة الإرهاب تعد ركيزة قوية لاجتثات تلك الظاهرة .. »الأخبار» حاولت رصد المخاوف الدولية والاقليمية والمصرية من عودة الإرهاب المهاجر وطرق وكيفية مواجهته. من مظاهرات شارع محمد محمود إلي جحيم داعش ليبيا مرورا بعدد من المحطات التي صنعت منه إرهابيا عتيدا ..تلك كان الطريق الذي سار فيه الشاب المصري الذي سقط في يد قوات الصاعقة الليبية مؤخرا مع عدد من رفقائه الإرهابيين الذين انضموا الي تنظيم داعش ليبيا ..الشاب الذي عرضت اعترافاته الصاعقة الليبية »دون ذكر أسمه» قال إن "فكرة الانضمام إلي تنظيم داعش عرضت عليه أثناء مشاركته في مظاهرات ميدان التحرير بالقاهرة، بعد أن أقنعه أحد الأشخاص بفكر التنظيم ومزاياه".. وأضاف أنه حاول إرساله في البداية إلي سيناء للمشاركة في تنفيذ عملية ضد الجيش المصري، قبل أن يتراجع عن هذه الفكرة ويعلمه أن الذهاب إلي سيناء أصبح صعبا بعد دخول قوات الجيش المصري إليها، فعرض عليه الذهاب إلي سوريا. لكن صعوبة الحصول علي تصريح بسفره إلي سوريا لصغر سنه، سافر إلي ليبيا علي أمل الالتحاق بتنظيم داعش في سوريا برفقة 44 مصريا آخرين، نزلوا في مدينة درنة بالتحديد في مدرسة الصحابة، وهي مدرسة لتحفيظ القرآن تحولت إلي مركز لتجميع المجندين من مصر وتونس والجزائر وأوروبا، قبل توزيعهم إلي سوريا أو مالي أو بقائهم في ليبيا.. وأضاف أنه "بعد بقائه عدة أشهر في درنة، تم إرسالهم إلي بنغازي حيث قاموا بتحميل كميات وصناديق كثيرة من السلاح والذخائر بالسيارات علي مدار أسبوع، وتم تخزينها بمنطقة القوارشة ببنغازي". واستكمل الشاب المصري في حديثه الذي عرضته الصاعقة الليبية ان هناك مجموعة من مصر قدمت إلي ليبيا لعقد لقاءات معهم وتحديد مصيرهم، إما السفر إلي سوريا أو البقاء في ليبيا"، وبسبب نحافة جسمه الذي لا يمكنه من القتال، تم إقرار بقائه في ليبيا.وطلب من الشاب المصري حفظ بعد الكتب الدينية لتدريسها إلي الآخرين، ثم قاموا بإلحاقه بدورة في الاتصالات والإلكترونيات في مدينة "سرت" من أجل التعرف علي كيفية التعامل مع الصور والفيديوهات، لكن في طريقه إلي سرت تم القبض عليه. قسوة الظروف اسلام سيد، 26 عامًا، زارت "الأخبار" محل اقامته مع أسرته في الحي العاشر بمدينة السادس من أكتوبر، شهد له الجميع بالطيبة، لكن قسوة زوج والدته معه وعدم الانفاق عليه جعلته يكره أمه والمجتمع، في عهد الاخوان وحينما انتشر وكلاء تسفير الشباب الي سوريا للانضمام الي التنظيم الارهابي داعش، سافر علي امل ان يجد حياة افضل. بحسب ما اكده احد جيرانه، فإنه بعدما أثقلت الديون كاهله لم يستطع الزواج من الفتاة التي أحبها بسبب ظروفه المادية الصعبة والمتعثرة كغيره من الشباب في مثل سنه وظروفه، التقطه احد مشايخ التطرف في مسجد كان يصلي فيه واطلق عليه لقب "ابو حنيفة المصري" وبالفعل ساعده في السفر الي سوريا، وهناك انضم إلي الجماعات الارهابية.. وصدم بالواقع الدموي هناك ففكر في العودة لكنه خشي من إلقاء قوات الأمن القبض عليه، ثم اتخذ قرارا بالهرب واثناء محاولات هروبه منهم الي مصر وبعد ان استشعرت الجماعة الارهابية التي انضم اليها نيته الهروب قتلوه رميا بالرصاص ، في حين هربت اسرته إلي تركيا. قاتل فودة في الثامن من يونيو 1992 شارك ابوالعلا عبد ربه في اغتيال المفكر فرج فودة وذلك امام جمعية التنوير التي اسسها فودة في مدينة نصر.. وقد القي القبض علي منفذي عملية الاغتيال المشاركين لابو العلا في العملية علي الفور.. حيث جرت سيارة خلف الدراجة البخارية واصطدمت بها وسقط الارهابيون مصابين ،ووقعوا في قبضة الامن وبرر المتهمون في اعترافهم بالجريمة بأن الكاتب فرج فودة مرتد، وأن هناك فتوي من الشيخ محمد الغزالي وعبد الغفار عزيز ومأمون الهضيبي بتكفير فرج فودة وجواز قتله.. وحكمت المحكمة بإعدام المتهمين الأول والثاني والحكم بالسجن المؤبد علي المتهم الثالث أبو العلا عبد ربه استمر عبدربه في محبسه حتي وصول الاخوان للحكم حيث اصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرارا بالعفو عنه في عام 2012وبعد قيام ثورة 30يونيو فر ابو العلا هاربا الي سوريا وانضم في بداية تواجده هناك إلي تنظيم داعش، ولكن نزعات التكفير التي دبت داخل التنظيم جعلته ينتقل إلي جبهة النصرة، وبعد فك الارتباط بالقاعدة انضم إلي تنظيم »أحرار الشام»، ومنها إلي جبهات القتال المتعددة التي تشرف عليها فصائل جيش الإسلام التابعة للجولاني.حيث تولي مسئولية كتيبة في إحدي الفصائل المسلحة الي ان قتل في مارس الماضي .