هذا رقم يثير القلق.. فقد كنا نتحدث عن انخفاض في احتياطي النقد الأجنبي بحوالي ستة ملايين دولار في الشهور التي تلت الثورة.. الآن يقول وزير المالية سمير رضوان ان الانخفاض بلغ 31 مليونا، وأن الاحتياطي أصبح ثلاثين مليونا نفقد منها ثلاثة مليارات كل شهر! بالطبع.. هذا وضع مؤقت، وسنتجاوزه قريبا بإذن الله، والمستقبل واعد بكل خير، وأنا أثق تماما في بلدياتي الوزيرة البورسعيدية الناجحة فايزة أبوالنجا وهي تؤكد أن أمامنا فرصة حقيقية لتحقيق النهضة خلال خمس سنوات، لو عبرنا من عنق الزجاجة الحالي. ولكن أضع أكثر من خط تحت الجملة الأخيرة.. فالعبور من عنق الزجاجة هو شرط الأمان وطريق التقدم، وكلما عبرنا بسرعة وكفاءة، اختصرنا الطريق واستفدنا من الفرص المتاحة. وأنا علي ثقة من أن الاستثمارات العربية لن تتأخر، وأن الاستثمارات الأجنبية لن تترك فرصتها في سوق واعدة. ولكن البداية لابد أن تكون مصرية، وقبل الحديث عن الاستثمارات الجديدة، فإن الأولوية في الشهور القادمة ينبغي أن تتركز علي إعادة المصانع للعمل بكامل طاقتها بعد أن انخفض انتاجها إلي ما يقرب من النصف، وأيضا إلي إطلاق المبادرات لعودة السياحة ولتنشيط الأسواق. وقد أشار رئيس الوزراء إلي ما وعد به المصريين العاملين في السعودية من أنهم عند عودتهم في إجازة الصيف سيحرصون علي شراء احتياجاتهم وهداياهم من السوق المصرية. وهي مبادرة ينبغي تعميمها علي كل المصريين بالخارج، ولكنها لن تكتمل إلا بالتركيز علي شراء المصنوعات المصرية وليس المستوردة. والمطلوب غرفة عمليات للترويج لهذا الهدف، ولإلزام المصانع المصرية بالإنتاج الجيد القادر علي المنافسة، ولتوجيه رسالة بسيطة لكل مواطن مصري في الداخل أو الخارج بأن كل قميص يشتريه من صنع بلاده يعني فرصة عمل لمواطن مصري، ويساعد في إنقاذ صناعة تواجه أزمة، ويخطو بنا خطوة للعبور من عنق الزجاجة لنحقق النهضة التي تستحقها مصر وتملك كل الإمكانيات لتحقيقها.