مازال الآلاف يسعون إلي تلك »الجنية» التي تغنت بها المطربة العملاقة ليلي مراد منذ حوالي ستين عاما، وجعلتهم من عشاق الساحرة »مرسي مطروح» في فيلمها الشهير »شاطئ الغرام» الذي حمل ذلك الشاطئ نفس الاسم بجانب الصخرة الشهيرة التي أصبحت قبلة للزائرين والعشاق، فلم تكن شواطئ الساحل الشمالي معروفة لمعظم المصريين بسبب بعدها بأكثر من 500 كيلو عن مدينة القاهرة من طريق وحيد من حارة واحدة، وكان أول من عرف سحرها وجمالها هو فاروق ملك مصر السابق فشيد قصرا يحمل اسمه بمنطقة خليج رأس الحكمة ثم تلاه الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي كان يقضي إجازته السنوية في منتصف أغسطس من كل عام مع أسرته في نفس الخليج، ليبدأ الجميع الانتباه إلي سحر وجمال شواطئ الساحل الشمالي ومرسي مطروح، وكانت البداية عندما أنشأت الحكومة بعض القري السياحية مثل مراقيا ومارينا بمنطقة العلمين، وكانت توجد مناطق مقصورة علي الوزراء وكبار رجال الدولة، حيث توجد منطقة داخل قرية مارينا السياحية تسمي لسان الوزراء تضم مجموعة من أشهر الفيلات والشاليهات المطلة علي شاطئ الساحل الشمالي، وتزايدت بعد ذلك شهرة الساحل الشمالي الغربي، وخاصة المنطقة الواقعة بين مدينتي الضبعة والعلمين، حيث توجد منطقة سيدي عبد الرحمن التي تم فيها تشييد أكبر منتجعات متكاملة الخدمات من فئة ال 7 نجوم مثل هايسندا ومكسيم وريكسوس وتلال وجولف بورتو مارينا وأخيرا »أمواج».ومع شهرة الساحل الشمالي بدأ تدفق السياح الأجانب من العواصم العالمية إلي شواطئ مدينة مرسي مطروح والساحل الشمالي من خلال رحلات الطيران الشارتر القادمة من إيطاليا وأوكرانيا وكان آخرها الطائرة الشارتر القادمة من إيطاليا إلي مطار مرسي مطروح الأسبوع الماضي، وهدفهم السياحة الشاطئية والسفاري والسياحة التاريخية ممثلة في المتحف الحربي ومقابر الكومنولث والمقبرتين الإيطالية والألمانية بمدينة العلمين ومتحف روميل بمدينة مرسي مطروح.وأصبحت شواطئ مرسي مطروح محط أنظار جميع المستويات من المصطافين حيث يرتاد شواطئها أكثر من 7 ملايين مصطاف سنويا بداية من شواطئ روميل وعلم الروم والليدو والبوسيت ومرورا بالغرام وكليوباترا وحتي عجيبة والأبيض بالإضافة إلي رحلات اليوم الواحد للاستمتاع بجمال وروعة مياه البحر الزرقاء والتركوازية متدرجة الألوان ورمالها البيضاء الناعمة. وتلبي مدينة الأحلام احتياجات كل الطبقات من الأسر المصرية، حيث تتفاوت أسعار الشقق والشاليهات لتبدأ من 200 جنيه وحتي 1500 جنيه في الليلة الواحدة وكما يؤكد اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح، فهناك حرص من جميع أجهزة الدولة وقيادتها السياسية بتنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي ليصبح قاطرة التنمية في المستقبل القريب، حيث تم تطوير ورفع كفاءة طريق العلمين وادي النطرون وتوسعة عدد الحارات إلي 8 حارات وتكثيف الخدمات الأمنية والمرورية والكافيتريات كما تم افتتاح طريق محورضبعة الجديد ليختصر المسافة بين القاهرة والساحل الشمالي لحوالي ساعة ونصف في زمن قياسي بسواعد رجال القوات المسلحة وتوسعة طريق الأسكندرية مطروح ليصبح 6 حارات بالمنطقة الواقعة بين الكيلو 21 بالأسكندرية وحتي مدينة العلمين من إنشاء دورانات كل خمسة كيلو مترات منعا للحوادث التي كانت تشكل خطورة في الماضي، كما تم إنشاء محطات لتحلية المياه بمناطق باجوش والرميلة بجانب خط المياه القادم من محطة جنوب العلمين لتوفير مياه الشرب، ويشير إلي أنه يتم السعي حاليا لتسويق منطقة الساحل الشمالي تحت مسمي جديد وهو »الريفيرا المصرية».