بعد الإعلان عن »حزب الإخوان المسلمين« وتلاه خبر تأسيس »جماعة الإخوان الأقباط«، جاء الدور علي »الحزب الشيوعي المصري« ليكشف عن نفسه والجهر باستئناف نشاطه العلني بعد طول غياب. فليس من المعقول، ولا المقبول، أن تحظي جماعة الإخوان المسلمين باعتراف الدولة بها، ورفع الحظر عن نشاطها السياسي في حين يظل الحزب الشيوعي المصري محظوراً، وممنوعاً، لأكثر من تسعين عاماً.. أو هكذا تصورت بعدما قرأت تصريحات القيادي السيد/ صلاح عدلي لقناة »العربية« الذي أكد فيها استئناف الحزب الشيوعي المصري نشاطه وانتشاره بشكل علني اعتباراً من أمس. أضاف المتحدث باسم الحزب الشيوعي المصري الذي كان محظوراً خلال العقود التسعة الماضية قائلا في بيانه: »إن مبادئ الحزب القادم ستتركز علي الطبقة الكادحة في مصر، وأنه سيطالب بوضع حد أدني للأجور، ووقف سياسة الخصخصة بالشركات والخدمات العامة، وإعادة تأمين الشركات المنهوبة، وإطلاق حرية تشكيل النقابات وتثبيت العمالة المؤقتة«. ليس هذا فقط.. بل أضاف القيادي صلاح عدلي مطالبا ب: »إقالة رؤساء الشركات القابضة، وعزل رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الشركات والهيئات«. الحزب الشيوعي بهذا التركيز علي مهامه، يخاطب قطاعاً هائلا من عمال وموظفي مصر أملا في انضمامهم إلي عضويته وخوض معارك الانتخابات بالنيابة عنهم، ويكون أصدق من يتحدث باسمهم، وأدق من يعبر عن آمالهم وآلامهم.. تحت قبة البرلمان. ولأن المعروف عن الشيوعية العالمية منذ قيامها في أعقاب سقوط روسيا وقيام الاتحاد السوفيتي مكانها أنها لا تعترف بالأديان التي وصفها البعض بأنها: »أفيون الشعوب« فقد حرص المتحدث باسم الحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي علي طمأنة عمال وموظفي مصر علي احترام الحزب للأديان، باعتبارها »أداة لتحقيق المساواة والحرية«.. وهو ما يؤكد أن »شيوعية اليوم« تختلف كثيراً عن »شيوعية الأمس«. فإذا كانت الشيوعية بجلالة قدرها كنظرية، ونظام حكم قد سقطت وتلاشت بانهيار وتفتت دول الاتحاد السوفيتي، فمن السهل علي الحزب الشيوعي المصري أن يغير ويعدل ويبدل في نظريته بحيث يعطي للأديان قدسيتها واحترامها، والتمسك فقط بالأهداف والمبادئ الشيوعية التي تدافع بصفة أساسية عن الطبقة الكادحة ضد أطماع، وسيطرة، واستغلال، ما يسمي ب: الرأسمالية، الإمبريالية، الاستعمارية. وبهذا التأكيد من المتحدث باسم الحزب الشيوعي فإنه يرد مقدماً علي ما يمكن أن يوجه للحزب ورموزه من اتهامات وانتقادات متوقعة من الأحزاب المنافسة خاصة تلك ذات الخلفية الدينية. وتذكرنا قناة »العربية« بأن الحكومة المصرية عام 1291 كانت قد حظرت نشاط الحزب الشيوعي المصري، لكن رموز الحزب أبرزهم: الدكتور فؤاد مرسي، والأستاذ محمود أمين العالم، ود. محمود صبري أعادوا تأسيسه بشكل سري في عام 9491 إلي أن تم حله خلال الفترة الناصرية، ثم أعيد تأسيسه بشكل سري أيضا عام 4791 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. إبراهيم سعده [email protected]