وقائع تلفت النظر في التحركات الدولية علي الساحة العربية، منها.. مثلا: ما قاله وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمام البرلمان الروسي، في أواخر الشهر الماضي: »اننا نعمل بصورة فعالة مع الأردن، كما نعمل مع إسرائيل، ولا أخفي عليكم شيئا»! ومن الطبيعي ان يعمل الوزير الروسي مع الأردن، أما مع اسرائيل من أجل التنسيق حول سوريا.. فإن هذا العمل يستدعي التساؤل، وخاصة ان الوزير يتحدث عن محادثاته »المثمرة» مع وزير الدفاع الاسرائيلي المتطرف »افيجدور ليبرمان» الذي يجري معه اتصالات تليفونية بصورة دائمة ومنتظمة. وتقول صحيفة »هاآرتس» الاسرائيلية ان هناك أنباء حول عمليات تنسيق مستمرة بين طياري المقاتلات الروسية والإسرائيلية في التحليق الجوي فوق سوريا قبل وقوعها، كما أن اسرائيل تنسق ما تمارسه من »أنشطة أخري» في سوريا مع مراكز القيادة الروسية. وتوضح الصحيفة انها تقصد بعبارة »الأنشطة الأخري».. تلك الشحنات من المعونة العسكرية و»الإنسانية» التي تقدمها إسرائيل للميليشيات التي تقاتل ضد الجيش السوري في شمال مرتفعات الجولان وبمنطقة »درعا» المجاورة. والمقصود بهذه »الميليشيات» المنظمات الارهابية، وخاصة »جبهة النصرة»، التي تحمل الآن اسم »جبهة فتح الشام» (تنظيم القاعدة) ويقول تسيفي برئيل» في صحيفة »هآرتس» ان مشاركة اسرائيل في تنسيق العمليات في جنوبسوريا »تجعل منها طرفا في عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية في هذه الحرب»، بعد ان وجدت اسرائيل نفسها »تزحف شيئا فشيئا الي داخل الساحة السورية». وهذا هو الخطير في الأمر. والسؤال البريء هو: كيف تنسق روسيا، التي تحارب الجماعات الارهابية في سوريا مع اسرائيل التي تعترف بانها أقامت تعاونا »صامتا وسريا» مع المنظمات الارهابية في سوريا طوال السنوات الست الماضية؟ وما جدوي هذا التنسيق اذا كان كل من الطيران الحربي الاسرائيلي والامريكي يوجه الضربات المتتالية منذ شهر مارس الماضي حتي شهر يونيو الحالي ضد الجيش السوري الذي يحارب الإرهابيين؟ وما قيمة التنسيق مع »افيجدور ليبرمان» الذي هدد بتدمير منظومة الدفاع الجوي السورية »دون تردد» في 19 مارس الماضي إذا اطلقت قذائف علي المقاتلات الاسرائيلية التي تنتهك المجال الجوي السوري وتهاجم مواقع عسكرية ومخازن أسلحة سورية.. بمباركة امريكية سافرة. وما معني ان يعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعاهل السعودي - في اتصال هاتفي» عن قلقه حيال الأوضاع في الخليج، والتي قد لا تفضي - في رأيه - إلي توحيد الجهود المشتركة للتوصل الي تسوية في سوريا».. بسبب الموقف من قطر؟! ألم تقم قطر، طوال السنوات الماضية، بتمويل وتسليح الارهابيين الذين تحاربهم روسيا في سوريا؟ ألم يكن أولي بالرئيس الروسي ان يعتبر ان معاقبة العرب لقطر من شأنه تسهيل الجهود لمكافحة الإرهاب.. في سوريا وغيرها؟ كلمة السر: مواجهة شاملة للارهاب