أكدت د. وفاء عبدالسلام الواعظة بوزارة الأوقاف أن شهر رمضان نفحة من نفحات الله (عز وجل) التي يتيحها لعباده فيجازيهم الأجر الكبير علي العمل القليل، ففي الحديث يقول رسولنا (صلي الله عليه وسلم) : (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا * لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَي بَعْدَهَا أَبَدًا )، وأشارت الي أن العشر الأواخر وليلة القدر من أعظم هذه النفحات التي إن وافقها العبد بعمل صالح مع نية خالصة كانت تعدل ثلاثا وثمانين سنة في الأجر والثواب، وقد وجه النبي (صلي الله عليه وسلم) بالدعاء فيها بالعفو، ففي حديث عائشة (رضي الله عنها) قالت : يا رسول الله، أرأيت إن أريتها ماذا أقول؟ قال : ( قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)، داعية إلي التخلق بهذا الخلق العظيم، وأن يعفوبعضنا عن بعض حتي يغفر الله (عز وجل) لنا، فعفو المسلم عن المسلم صدقة. جاء ذلك خلال كلمتها التي القتها بملتقي الفكر الإسلامي الذي تنظمه وزارة الأوقاف بساحة مسجد الحسين بعنوان : »رمضان شهر الصدقة والبر والصلة». وأشارت الواعظة إلي فضل الجود والصدقة، موضحة أثرها في تطهير نفس المعطي من الشح والبخل، وتطهير نفس الآخذ من الحقد والحسد، مستشهدة بقوله تعالي: »خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ». بينما أكدت د. يمني أبوالنصر سعادتها بعودة المرأة للعمل مع الرجل في الوعظ والدعوة إلي الله عز وجل، مشيدة بوزارة الأوقاف في إتاحتها الفرصة أمام الواعظات للقيام بدورهن في الدعوة إلي الله علي بصيرة، وقطع الطريق علي داعيات التطرف والإرهاب . وأشارت الي أن شهر رمضان اجتمعت فيه جل العبادات المفروضة، ومنها الصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر، والزكاة التي تطهر النفس وتهذب السلوك، وذروة سنام العبادة في رمضان ألا وهو الصيام الذي يثمر أجل غاية وهي التقوي. وفي ختام كلمتها أكدت علي ضرورة اغتنام هذه الليالي المباركة بالعمل الصالح وبالإنفاق، فمع ليلة القدر أمامنا ليلة أخري هي ليلة العيد يغفر الله (عز وجل) فيها لعباده. ومن جانبه قال د. أحمد عوض إمام المسجد الحسيني أن النبي (صلي الله عليه وسلم) جمع بين شهر رمضان وبين الجود والإنفاق، ففي الحديث: (كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلي الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)، موضحًا العلاقة بين شهر رمضان وبين الجود وبين القرآن، مشيرًا إلي أن هناك عطاءات إلهية من الرب الكريم لسيدنا رسول الله يقابلها عطاءات منه تظهر في جوده وكرمه، فالصدقة برهان إيمان، فكلما قوي الإيمان كانت الصدقة، وكلما ضعف الإيمان كان البخل والإمساك. كما أشار إمام مسجد الحسين إلي أهمية الصدقة وبيان منزلتها عند الله تعالي، موضحا أن العبد عند وفاته واحتضاره لا يتمني أن يرجع إلي الدنيا لكي يصلي أويصوم، بل لكي يتصدق وينفق، قال تعالي (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَي أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)، فهو(عز وجل) يقبل صدقة عبده وينميها له كما يربي أحدكم فلوه حتي تصير مثل جبل أحد، فما أنفقه العبد قليلا يلقاه عند ربه كثيرًا، مؤكدًا علي ضرورة أن يشعر المسلم بالجائع فيطعمه، وبالمريض فيعالجه، وبالعريان فيكسوه، فالجزاء من جنس العمل.