شهر رمضان مجيئه فرح واستبشار بمنح وفضائل المولي عز وجل وما علينا إلا استقباله بالإيجابية والبعد عن التعصب والسلبية بل يكون حافز لنا للتغيير من السلوكيات الخاطئة والفوز به. تشير د.أمل رضوان خبيرة التنمية البشرية إلي أن شهر رمضان المبارك يعد مدرسة في التنمية البشرية في كافة جوانبها،ويكون للأم دور كبير في نشر روح الإيجابية داخل الأسرة وتغذية هذا الشعور لدي الأولاد فالإنسان يدخل مدرسة الصيام لمدة شهر ويتخرج منها إنسانا مختلفا، إنسانا أفضل، يتخرج بعد شهر واحد اكثر تقوي وصبرا وإيجابية ونجاحا وأقوي إرادة وأكثر تفاعلا مع مجتمعه وأكثر تنظيما وسعادة ورضا عن النفس، ففي هذا الشهر الكريم يهبنا المولي عز وجل العديد من المنح الربانية التي تضاعف لنا الأجر والثواب والتي يجب ان يستغلها كل منا ويستثمرها أفضل استثمار،فتلك الجائزة الكبري تستحق منا بذل الجهد والجد والاجتهاد في الشهر الفضيل كي نفوز بها، وذلك يتطلب منا اتباع المنهج الرمضاني الذي يقوم علي 5 محاور إلا وهي الفهم الصحيح لرمضان والصيام ،ومعرفة منح الرحمن لعباده في هذا الشهر لتكون حافزا لنا،الاستعداد والتأهيل لشهر رمضان ،الثبات والانتظام علي الطاعة في شهر رمضان. وتضيف د.أمل أننا عندما نتحدث عن الفهم الصحيح لرمضان والصيام الفهم الحقيقي والعميق يجب أن يتم ذلك من خلال علماء الدين المؤهلين لذلك أهل العلم والثقة، فشهر رمضان شهر عبادة صيام وقيام وصدقة وبر وإطعام طعام وصلة أرحام وليس شهر المسلسلات الرمضانية والخيم الرمضانية وليس إسرافا في الطعام فعلينا أولا أن نرجع لصحيح الدين في رمضان والصيام، وليس للعادات والتقاليد والموروثات الثقافية الخاطئة التي مع الأسف ارتبطت بالشهر الفضيل بينما في حقيقة الأمر تتنافي تماما مع المعني الحقيقي لرمضان والصيام. كذلك يجب معرفة منح الرحمن لعباده في هذا الشهر لتكون حافزا لنا. ومن تلك المنح أنه شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار،وأيضا الاستعداد والتأهيل لشهر رمضان نفسيا وعمليا وذلك من خلال الجانب النفسي والتهيئة النفسية لشهر رمضان والتدريب علي الصيام والقيام في شهر شعبان تدريجيا ،كذلك تحفيز النفس وتذكير النفس بفضائل الشهر الكريم ،أما عن الجانب العملي والتطبيقي فيجب تحديد الأهداف ووضع خطة زمنية لتحقيق الأهداف وتحليل الوقت وتحديد الأولويات وترتيبها وتحديد مضيعات الوقت للقضاء عليها. ويؤكد د.عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف إلي أن ربنا سبحانه وتعالي فرض رمضان علي أمة محمد لحكمة سامية وهي »لعلكم تتقون» فالصائم يرتفع بنفسه البشرية إلي درجة أعلي من درجة الملائكية وألا ننظر إلي رمضان علي أنه شهر أكل وشرب فإن كثرة الأكل تجلب الأمراض والله سبحانه وتعالي لم يفرض علي أمة محمد الصيام إلا لحكمة سامية يعلمها ربنا فالصيام يطهر الأبدان ويغفر الذنوب، ويقول علماء اللغة العربية إن كلمة »رمضان» مأخوذة من »الرمضاء» وهي الحجارة المحماة وسمي بهذا الاسم لأنه يحرق الذنوب فرمضان شهر عبادة وطاعة واتصال بالملأ الأعلي لا شهر أكل وإسراف وتبذير.