قبل انطلاق مدفع إمساك اليوم السادس من رمضان، تعالت الصرخات في أحد شوارع الأزاريطة، فقد انهار عقار مكون من ثلاثة طوابق، لكنه رفض أن يسقط منفردا، حيث تسبب في حدوث ميل في عقار مجاور مكون من 13 طابقا، غير ان العناية الإلهية شاءت أن تنجو الإسكندرية من كارثة، فلم تشهد الحادثتان وقوع ضحايا، بعد ان سارع السكان بمغادرة شققهم في العقار المائل لينقذوا أرواحهم. توضح الحاجة سعاد »من سكان البرج المائل» انها فوجئت بصرخات الأهالي في الشارع، وهم يطلبون من السكان الهبوط لأن العمارة ستنهار. وتقول: تركت الشقة بسرعة ولم آخذ معي شيئا، واستمر ميل العقار حتي التصق بالبرج المواجه له. أكدت انها تجلس منذ ساعات في الشارع، وطالبت المسئولين بالمحافظة بسرعة التدخل وتوفير مساكن بديلة للمتضررين، وأشارت إلي ان سبب حدوث الميل هو المياه الجوفية التي توجد تحت المبني منذ سنوات. لم تقتصر عملية الاخلاء علي المبني المائل، فقد قررت قوات الحماية المدنية اخلاء سكان جميع العقارات المجاورة، مما دفع العائلات إلي افتراش أرصفة المنطقة وأشارت حسنات السيد »من سكان العقارات المجاورة» إلي ان المحافظة لم تحدد موعد عودتهم لبيوتهم، وبدورها أكدت أن الأهالي غادروا المنازل دون أخذ أي منقولات، وطالبت بتوفير الرعاية لهم لحين انتهاء الأزمة. من جانبه أعلن د. محمد سلطان محافظ الإسكندرية تشكيل لجنة عاجلة لإدارة أزمة العقار، تتكون منه ومن قائد المنطقة الشمالية العسكرية، ومدير الأمن وممثلي عدد من الوزارات. وأشار إلي انها في حالة اجتماع مستمر حتي حل المشكلة، وكشف عن تشكيل لجنة فنية لمعاينة العقار وايجاد الحل الهندسي الأمثل وإزالته دون وقوع أية خسائر. وأضاف انه تم اتخاذ إجراءات عاجلة لتجهيز أماكن بديلة لتسكين الأسر، والتنسيق مع التضامن الاجتماعي لتدبير احتياجاتهم. وقرر فتح تحقيق حول العقار المائل لمعرفة أسباب المشكلة، ومساءلة جميع المقصرين قانونيا. وقد تسبب البرج المائل في إطلاق تعليقات علي مواقع التواصل الاجتماعي، تنوعت بين السخرية والانتقاد وانتشر هاشتاج »عمارة الأزاريطة»، ومن بين التعليقات عليه، ما كتبته نهي: خلينا نبص عالجانب الايجابي، بقي عندنا برج مائل »فشر» إيطاليا.