عقد الملتقي الاعلامي العربي دورته الثامنة في الكويت وسط احداث سياسية جذرية في بعض دول العالم العربي كان للاعلام سواء المرئي أو المقروء أو المسموع دور اساسي في تطوراتها. ولقد بدأت الشرارة من خلال استثمار ثورة الاتصالات والمتمثلة بشكل اساسي في تناول الرسائل علي الفيس بوك لتتحول دعوتها من التجمع والتظاهر الي ثورات شعبية كانت ساحتها تونس ومصر ومنها الي اليمن ثم ليبيا وسوريا. كان من الطبيعي ان ينعكس ما يجري علي اعمال هذا المؤتمر الاعلامي الذي دُعيت لحضوره. وتم اختيار المملكة العربية السعودية لتكون ضيف الشرف. في نفس الوقت حازت فيه بعض الشخصيات السياسية المتصلة بالعمل الاعلامي علي جائزة الابداع بينما منحت جائزة التميز في الاداء الاعلامي لقناة الB.B.C البريطانية الاخبارية. وقد اقيم علي هامش هذا المؤتمر ولكن قبله بيوم ملتقي لحوار الشباب متصلة قضاياه ايضا بأحداث العالم العربي وشملت تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي وما هي اهتمامات هذا الشباب. شهد الجلسة الافتتاحية لملتقي الاعلام العربي الذي اقيم تحت رعاية رئيس الوزراء الكويتي الشيخ احمد العبد الله الجابر الصباح وزير النفط ووزير الاعلام وألقيت فيها كلمتان لماضي عبدالله الخميسي الامين العام للملتقي وللدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والاعلام في السعودية دولة الشرف في المؤتمر. وعلي مدي يومين شهد المؤتمر 31 جلسة نقاش وحوار تناولت وبشكل اساسي عددا من القضايا الاساسية المتعلقة بالاحداث الجسام التي يمر بها العالم العربي منها علي سبيل المثال التغطية الاعلامية للثورات العربية والاعلام والمتغيرات العربية وقضايا المجتمع والاعلام الغربي وتغطية الاحداث العربية وثورة الاعلام واعلام الثورات وقوة التأثير والمتغير للاعلام الالكتروني. اشتركت في هذه الجلسات التي استمرت من الصباح وحتي المساء مجموعة كبيرة من الاعلاميين السياسيين والاكاديميين من كل انحاء العالم العربي شرقه وغربه. وفي جلسة الملتقي المخصصة لقضية الاعلام والمستجدات العربية والتي كنت احد عناصر الحوار والنقاش فيها تناولت في كلمتي مسيرة الاحداث الثورية التي شهدتها مجموعة من الدول العربية. قلت ان مظاهرات هؤلاء الثائرين طالبت بشكل اساسي بالاصلاح السياسي. كان في مقدمة هذه الدول كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا والجزائر اُستخدمت تقنيات الاتصالات الحديثة المتقدمة في الدعوة والترويج لهذه الثورات التي اتخذت من خلال بعض تدخلات دول الجوار اتجاها سياسيا قائم علي الطائفية ومثال ذلك ما حدث في البحرين. وقد انتهي أمر هذه المظاهرات في مصر بسقوط النظام الحاكم بينما مازال الامر معلقا في الدول الاخري تجري فيها محاولات التوصل الي تسوية إصلاحية تلقي رضا جميع الاطراف. وان كان الامر قد تحول الي شبه حرب دموية اهلية في بعضها كما هو حادث في ليبيا. في ظل هذه التطورات الخطيرة استطيع ان اقول ان الاعلام سواء المرئي او المقروء او المسموع قد تحمل جانبا كبيرا من مسئولية المساهمة فيما يجري ايجابا وسلبا. من الناحية الايجابية فإن ثورة الاتصالات التي استفاد منها الاعلام كان لها دور ايجابي في اذاعة ونشر المعلومات المتعلقة بهذه المظاهرات وما صاحبها من احداث. في نفس الوقت يمكن القول ان بعض وسائل الاعلام الرسمي في مصر اثارت غضب المتظاهرين الثائرين وهو الامر الذي تمثل في عمليات تعتيم وعدم الامانة في عرض الاحداث، كان لهذه المواقف تأثيرها بما يتعلق بالاداء الاعلامي للقائمين علي هذه الوسائل الاعلامية وهو ما ادي الي اتخاذ مواقف مناوئة لهم بعد سقوط النظام الحاكم. وللحديث بقية غدا بإذن الله.