عجائز اعتدن العيش بأبسط التكاليف، وأرامل يجاهدن لتيسير حياة أولادهن، وطلاب يكافحون لإكمال الدراسة بما تركه لهم أباؤهم بعد وفاتهم، ملايين المصريين ينتظرون نهاية كل شهر لاستلام »المعاش» ليستندوا عليه لتوفير متطلبات الحياة، تنوعت المبالغ التي يحصلون عليها إلا أن جميعهم يتفقون علي أن هذا »المعاش»هو مصدر الدخل الأول لهم. وعقب موافقة الحكومة علي زيادة المعاشات بنسبة 15% وبحد أدني 130 جنيها تحركت »الأخبار» لتدق الابواب ولتستمع لاصحاب المعاشات تجولنا داخل الشوارع والحواري فكانت السطور التالية من داخل حجرتها البسيطة التي تقيم بها مع أولادها الأثنين قابلنا الحاجة نحمده أبو سريع، 67 عاماً، والتي أحيلت الي المعاش منذ 7 سنوات أكدت أنها اكثر السنوات صعوبة عليها خاصة وأن المعاش لا يقارن بما كانت تحصل عليه من راتب والتي تمكنت به من تزويج 3 من أولادها، وتضيف » من ساعة ما خرجت علي المعاش والحياة اكيد صعبة والأسعار كل اليوم في العالي حتي ولادي الاتنين المتبقيين مش عارفة أجوزهم الحمد لله علي نعمته ورحمته، فأي زيادة هتساعدني حتي لو هدفع بيها الكهربا اللي بتيجي كل شهر 100 جنيه مع ان معنديش إلا تلاجة وتلفزيون بس ». أما هدي أحمد عبد الهادي والتي تقيم وأطفالها الصغار مع والدتها المسنة في أحد شوارع منطقة زينهم،فأشارت إلي أنها منذ الزواج وهي تقيم مع والدتها في منزلهم القديم الذي يقطنون به من 50 عاماً وكانت والدتها تعتمد علي معاش والدها لتيسير أمور البيت ومصاريف دراسة اخيها الصغير، إلا أنها اصبحت تعتمد علي معاش والدها هي الاخري بعد مرض زوجها ودخوله للمستشفي وانقطاع الرزق عنهم خاصه انه كان يعمل باليومية، وأضافت » عايشين إحنا الخمسة علي المعاش والله ومش بيقضي حاجة انا جايبة الغسالة والتلاجة بالأقساط، حتي الكهرباء علي أقساط لمدة 5 سنين »، وعندما أبلغناها بالزيادة التي ستضاف علي المعاش وجدناها وبشكل تلقائي تهرول إلي حجرة والدتها لتبلغها والفرحة تملؤها حتي دون ان تعلم نسبة الزيادة، أما والدتها الحاجة سعاد عطية فاكتفت بقولها » والله انا كان قلبي حاسس ان ربنا هيفرجها ولو ب100 جنيه زيادة، انا عارفة انها متعملش حاجة كبيرة في الظروف اللي احنا عايشين فيها، بس والله بتنفعنا اوي وبنعرف قيمتها لما عيل من ولاد بنتي يدخل المستشفي وأبقي محتاجة 50 جنيه بس أجيبله علاج والزيادة دي هتخصص لسداد الأقساط. ومن داخل إحدي الحواري وبالتحديد من مسكن جماعي يتكون من 8 حجرات به دورتا مياه مشتركة قابلنا الحاجة فاطمة فريد، 70 عاماً والتي تعيش مع أولادها علي معاش زوجها الذي توفي منذ احد عشر عاماً بالمنوفية مما اضطرها للاستقرار بالقاهرة بجوار أخوتها، وتؤكد ان المعاش بالرغم من أنه ضئيل للغاية إلا أن له حاجة كبيرة في توفير علاجها الذي يتكلف 350 جنيها شهرياً، وعندما ابلغناها بالزيادة بادرت قائلة » بركاتك يا رمضان أيوة كدا هاتوا اخبار حلوة بعد كل الأسعار الغريبة اللي بنسمعها دي واللي خلت فرحة رمضان تتطفي جوانا»، وأضافت » لو كل سنة جتلنا زيادة كدا علي المعاش مع زيادة الأسعار فحياتنا هتبقي أحسن بكتير من حالنا دلوقتي». ومن جانب آخر قابلنا الحاجة فتحية محمد، 70 عاماً، تعول بنتين وولدين، وتعيش أكثر من 40 سنة داخل غرفة لا تتعدي ثلاثة أمتار تحوي علي سرير وكنبة لا تحمل الا فردين ومروحة لا تعمل، وتعاني من امراض »الصرع والقولون»، وعندما علمت فتحية بزيادة المعاشات ابتسمت وقالت والفرحة تملا وجهها » الرئيس السيسي الوحيد اللي بيحس بالغلابة ورغم كل مشاكل البلد دايما فاكرنا».