الفانوس الأصلي.. يكسب

كان الفانوس وسيظل، احد أهم العلامات المميزة لشهر رمضان الكريم، ورغم تغير الزمن، الا أن الحرص علي شراء الفانوس يمثل عادة رمضانية اصيلة والفانوس الفاطمي بشكله التقليدي لايزال متربعا علي عرش الفوانيس، رغم المنافسة القوية التي يواجهها من الاشكال الحديثة للفوانيس وبخاصة من الفوانيس »الصيني»‬ الا ان الفنوس الفاطمي استطاع ان يصمد في المنافسة، مستفيدا من العديد من الاجراءات التي اتخذت لمواجهة استيراد السلع غير الضرورية ليعاود الفانوس المصري استعادة مكانته مرة اخري.. وفي شارع الورشة بوسط مدينة الفيوم يقع محل محمود عبد السلام أحد أشهر صناع الفانوس الفاطمي القديم، ولاتكتفي الورشة بالتصنيع فقط بل تقوم بعمليات إصلاح الفانوس وإعادته إلي شكله الجديد مرة أخري، وأول ما يلفت انتباهك هوالأشكال الكثيرة للفانوس الفاطمي التي يتم تصميمها بشكل هندسي جميل علي هيئة مثلث ونجمة ويتم تعليقها في مدخل المحل لتجذب أنظار الزوار، وعلي الرغم من ارتفاع أسعاره مقارنة بالأعوام السابقة إلا أنه مازال محتفظًا بقيمته لصناعته من النحاس ووضع الشمعة بداخله أو وضع اللمبة مثلما يريد المواطن.. ويقول لنا محمود عبد السلام صاحب ورشة بيع الفانوس الفاطمي بالفيوم إن مصر تعتبر من أكثر الدول الإسلامية استخداما للفانوس كأحد التقاليد المتوارثة في شهر رمضان المبارك ويعود هذا التقليد إلي العصر الفاطمي حيث كان يُصنع الفانوس من النحاس ويوضع بداخله شمعة، وبعد ذلك أصبح يصنع من الصفيح والزجاج الملون حتي أصبح يصنع الآن من البلاستيك ويعمل بالبطاريات وله أشكال مختلفة، إلا أن الفانوس الفاطمي له شكل مميز ومختلف ويشعر معه الأطفال والكبار بطعم مختلف لذكريات شهر رمضان حيث تتوارثه الأجيال علي مر العصور .. ويشير عبدالسلام إلي أنه ورث مهنة صناعة الفوانيس من الصفيح والزجاج الملون ذات الأحجام الكبيرة التي توضع بداخلها لمبة كهرباء والصغيرة التي تعمل بالشمع أبًا عن جد، وفي الخمسينيات والستينيات كان يتم تصنيع الفانوس الذي يوضع بداخله »‬لمبة جاز» لإضاءة الشوارع بالقري والمدن طوال العام.. ويتابع أن أسعار الفوانيس تتراوح ما بين 30 جنيها للحجم الصغير الذي يضاء بالشمع ويتم تصنيع ما يقرب من 30 ألف فانوس من هذا النوع و300 جنيه للفانوس الكبير الذي يرتفع إلي 175 سم ويتم تصنيعه بأشكال عدة من بينها »‬ شمامة، برميل، برج، لوتس، شوبيس، بولات، نجمة، مصحف» ويتم تصنيع ما يقرب من 3 آلاف فانوس من تلك الأنواع في شهر رمضان من كل عام.