لا تشعر بالذعر إذا وجدت نفسك محاطًا بمدن عملاقة ومعالم اثرية مميزة، أو تقف امام برج إيفل في باريس وتنتقل منه في سرعة البرق إلي مدينة دافنشي، تشاهد كنيسة لوسيندا.. قلاع وحصون ومساجد وغيرها من التحف المعمارية العملاقة، ويتم كل ذلك بحركة واحدة من عينيك تستطيع من خلالها مشاهدة لوحات ومجسمات بها ذوق راق وكأن مهندسا عبقريا قد بناها، ، والمدهش ان كل ذلك تم بناؤه من أوراق الكوتشينة وبلمسات فنية وألوان متداخلة غاية في الرقي، ولا تسأل أبدا عن الطريقة التي تماسكت بها آلاف الأوراق المتراصة دون أن تتهاوي ويتهاوي معها كل ذلك الابداع والجمال. ولا يمكنك سوي أن تشعر بالانبهار وتقدم التقدير لصاحب تلك المجسمات الشاب العشريني احمد حسن الرفاعي أو »بتاع الكوتشينة» كما يطلقون عليه في بلدته كفر الشيخ، والذي يسعي لأن يدخل بأوراقه موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وكانت بدايته مع هذه الهواية أو بمعني أصح تلك المهارة وهو طفل صغير عندما كان يصنع من ورق الكوتشينة مثلثات صغيرة، ومع الوقت عشق تكوين الأشكال بالأوراق، ثم بدأ في الدخول علي الانترنت ووجد ان هناك طريقة يمكنه من خلالها بناء مدن اكبر بكثير وعمل ماكيتات لها بورق الكوتشينة، وبالفعل بدأ في البناء واخذ يحاول مرات وتكرارا حتي نجح بالفعل في تقليد احد الماكيتات التي رآها علي الانترنت، ونجح بعدها في استخدام اعداد اكبر بكثير من اوراق الكوتشينة في تصميم مباني عالمية صعبة التنفيذ مثل كنيسة لوسيندا التي استخدم فيها اكثر من 6000 ورقة كوتشينة، وكذلك قلعة من 9000 ورقة اخري، فهو يحتاج إلي عدد ضخم من الاوراق كي يشيد كل تلك الماكيتات المصغرة، علي امل أن ينمي دائمًا مخيلته وموهبته التي لم نرها كثيرًا في مجتمعنا. وكما يقول لنا المبدع أحمد الرفاعي الطالب بكلية الحقوق شعبة اللغة الانجليزية في جامعة طنطا:» حلمي عمل معارض عالمية ودخول موسوعة جينيس»، معربا عن أمله في أن يجد من يرعاه ويتكلف بمصاريف نفقاته حتي يستطيع دخول موسوعة جينيس في اكبر مبني مصنوع من اوراق الكوتشينة، كما يحلم ايضًا بنشر تلك الهواية في الوطن العربي بأكمله وليس علي صعيد مصر وحدها. اللافت للنظر أن احمد لا يستخدم مادة لاصقة في بناء تلك المجسمات او المباني، ويستغرق مايتراوح بين 25 و30 ساعة من اجل صنع مجسم واحد عملاق، في حين تكفيه نصف ساعة لعمل المجسمات الصغيرة.