»العزم يجمعنا».. هذا الشعار اختارته المملكة العربية السعودية عنوانًا ل»ثلاث قمم.. رؤية واحدة» تستضيف خلالها الرئيس الأمريكي مع قادة من مختلف دول العالم العربي والإسلامي، في حدث وصفته بأنه »تاريخي». القمم الثلاث هي قمة العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقد عقدت أمس في الرياض، ثم قمة مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الأمريكي فالقمة العربية الإسلامية الأمريكية، وتعقدان اليوم. الموقع الرسمي السعودي الذي أنشأته المملكة لتغطية الزيارة شدد علي أن التفاهمات التي ستشهدها الزيارة ستؤدي إلي »تغيير قواعد اللعبة». ويقول الموقع »في الوقت الذي نجمع العالم لمحاربة التطرف والإرهاب نعمل مع شركائنا في الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي علي تحسين المستوي المعيشي لأبناء أمتنا وتقوية اقتصاداتنا المشتركة». زيارة ترامب للسعودية تعد المحطة الأولي في أول جولة خارجية له منذ تولي منصبه في يناير. ويحرص المسؤولون الأمريكيون والسعوديون علي تسليط الضوء علي الرمزية الكبيرة في اختيار الرئيس الأمريكي أن يكون مهد الإسلام أول محطة له بدلا من كندا والمكسيك المتاخمتين للولايات المتحدة، وهو ما يظهر الاهتمام الذي توليه واشنطن لهذا الجزء المشتعل من العالم وانخراطها بشكل جدي لإطفاء الحرائق وحل المشاكل المزمنة به وعلي رأسها مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي وحل قضية فلسطين. العاهل السعودي يري في القمة العربية الإسلامية الأمريكية »شراكة جديدة»، ومن جانبها قالت الشبكة الأمريكية »إيه بي سي» نيوز إن الملك سلمان وصف اجتماع ترامب مع قادة العالم الإسلامي بأنه بداية علاقات جديدة تعزز الأمن الدولي. وأشارت الشبكة الأمريكية إلي أن اجتماع سلمان وترامب في الرياض سيكون أول قمة ثنائية تسعي لإصلاح العلاقات بين الرياضوواشنطن التي شهدت توترا في عهد إدارة الرئيس السابق باراك اوباما. كما تري الرياض في زيارة ترامب إشارة لتعزيز دعم واشنطن لحلفائها ضد إيران. ونقلت الشبكة الأمريكية عن الملك سلمان قوله إن قمة ترامب وزعماء الدول العربية والإسلامية ستؤسس شراكة جديدة لمواجهة التطرّف والإرهاب. القمة محورها الرئيسي بحسب المعطيات الأولية وضع الأساس لتسوية تاريخية للقضية الفلسطينية فيما وصف بأنها ستكون صفقة القرن، إضافة للمحور الثاني الذي تحدث عنه المراقبون وهو تشكيل محور عسكري عربي يكون جناحا موازيا لحلف شمال الأطلسي في الغرب: ناتو عربي مقابل الناتو الغربي في أوروبا وأمريكا. وتشكل القمة فرصة للرئيس الأمريكي لتوضيح سياسته تجاه العالم الإسلامي. بعد سنوات من الفتور في ظل إدارة باراك أوباما. وتجد الرياض في إدارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من »التدخلات الإيرانية». صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أشارت في مقال كتبه الصحفي جوش روجين بعنوان» ترامب سيعلن تشكيل ناتو عربي في السعودية»، إلي توقعات بأن تتضمن زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية إعلانًا للمبادئ الأساسية لإقامة تحالف عربي موسع لمكافحة الإرهاب علي غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرا إلي أن مهام هذا التحالف ستكون مواجهة الإرهاب والرد علي إيران. فكرة »ناتو عربي» ليست جديدة بحسب الواشنطن بوست، بل تتردد منذ سنوات، وهي تتمتع بدعم سعودي قوي، لكن الحكومة الأمريكية لم تعلن يوما تبنيها هذه الفكرة بشكل واضح، موضحًا أن تبني ترامب الفكرة يرجع إلي أنها مناسبة لتوجهات الإدارة الجديدة مع عدة ركائز رئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية التي تقوم علي مبادئ »أمريكا أولاً» وتأكيد لحضور القيادة الأمريكية في المنطقة؛ وتوفير فرص عمل أمريكية من خلال تعزيز مبيعات الأسلحة. ترامب سيعبر أيضا عن دعمه لنشر »رؤية سلمية للاسلام»، وسيسعي من خلال اللقاءات إلي التأكيد علي التزام واشنطن تجاه شركائها من الدول الإسلامية. وسيشدد علي »ضرورة مواجهة الأيديولوجيات المتشددة» وعلي »تطلعاته لرؤية سلمية للإسلام». كلمة ترامب أمام قادة أكثر من 50 دولة إسلامية تهدف إلي »تجميع العالم الاسلامي ضد الاعداء المشتركين للحضارة وابراز التزام الولاياتالمتحدة تجاه الشركاء المسلمين». ويشارك ترامب بعدها بافتتاح مركز يهدف إلي »محاربة التشدد والترويج للاعتدال». صحيفة »بوليتيكو» نقلت عن المتحدث باسم مستشار الأمن القومي الأمريكي ميشيل انطون ان جولة ترامب الخارجية ستكون مفيدة لأنها ستكون فرصة لتعزيز اجندته الإيجابية الخاصة بالسياسة الخارجية. ويأمل البيت الابيض في أن تؤدي جولة ترامب الخارجية لتحويل الاهتمام عن عاصفة سياسية داخلية أثارها بإقالته جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأسبوع الماضي. وبقول البيت الأبيض إن الجولة التي تشمل إسرائيل تعد فرصة لزيارة أماكن مقدسة لثلاث من أكبر الديانات في العالم وتمنح في الوقت ذاته ترامب فرصة للقاء زعماء عرب وإسرائيليين وأوروبيين.