تتوقع الدوائر السياسية والدبلوماسية العربية والاسلامية والعالمية نتائج مهمة للقمة العربية الاسلامية الأمريكية فى الرياض يوم 21 مايو الجارى بمشاركة قادة الدول العربية والاسلامية وحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ولأن هذه القمة وصفت بالتاريخية على حد تعبير وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى تصريحات له فى واشنطن مؤخرا– فإن التساؤل الأهم هل ستنجح هذه القمة فى وضع حد للصراعات التى تعصف بمناطق عدة فى منطقة الشرق الاوسط خاصة القضية الفسطينية وتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، ووضع نهاية للأزمة فى سوريا وليبيا واليمن والصومال وافغانستان ؟. الشاهد أن يعقد الرئيس الأمريكى ثلاث قمم فى الرياض الأولى يعقدها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والقمة الثانية مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجى والقمة الأخيرة يعقدها مع قادة عدد من الدول العربية والاسلامية .تكتسب القمة العربية الاسلامية أهمية كبيرة باعتبارها تحمل الكثير من التطلعات والآمال للشعوب العربية والاسلامية وفى مقدمة ذلك وقف الممارسات الاسرائيلية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وإعادة مسار عملية السلام والاستقرار للمنطقة بصفة عامة. إعتبر دبلوماسيون سعوديون أن زيارة الرئيس الأمريكى- الذى يعتبر رئيس أكبر وأقوى دولة فى العالم إلى المملكة العربية السعودية - كانت قرارا صحيحا نظرا للدور المهم للمملكة فى المنطقة، كما أن زيارة ترامب تعطى الكثير من الآمال بأن المرحلة القادمة ستكثف فيها الجهود الدولية لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرارخصوصا فى المناطق التى تكتنفها الكثير من النزاعات خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط.ويرون أن القمة العربية الاسلامية الأمريكية فى الرياض تعد قمة تاريخية حيث من المتوقع أن تخرج هذه القمة بالعديد من القرارات المهمة التى سيكون لها تأثيرها الكبير على دعم واستقرار المنطقة والعالم. كذلك لم تكن ردود الفعل المرحبة من القيادات العربية والاسلامية بانعقاد القمة العربية الاسلامية بحضور الرئيس الأمريكى ترامب التى وصفت بأنها أكبر محفل سياسى خليجى عربى اسلامى أمريكى فى التاريخ الحديث مستغربة على الاطلاق إذا تؤكد مصادر دبلوماسية خليجية أن القيادات العربية والاسلامية كانت فى الواقع تنتظر الدعوة السعودية بترقب لأن القمة العربية الاسلامية المرتقبة تمثل فرصة تاريخية غير مسبوقة لعصف ذهنى مع الرئيس الأمريكى ترامب بشكل مباشر فى أول جولة خارجية له والاستماع منه حيال إدارته الجديدة للقضايا العربية والاسلامية فضلا عن رؤيته إزاء مكافحة الارهاب الاسود ونظرته تجاه الدين الاسلامى، إن دبلوماسية القمم الثلاث التى تجمع الرئيس الأمريكى أولا مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم القمة الثانية مع القيادات الخليجية والقمة الاخيرة العربية الاسلامية ستكون فرصة للقيادات الخليجية والعربية والاسلامية لترتيب أوضاع البيت العربى والاسلامى من الداخل والنقاش المستفيض حول كيفية مواجهة التحديات ومنع التدخلات الإيرانية فى الشئون الخليجية والعربية والاسلامية، واوضح مراقبون خليجيون أن هناك قناعة فى المجتمع الغربى أكثر من أى وقت مضى أن إيران جبلت على دعم الارهاب الطائفى والظلامى اصبحت دولة مارقة ويجب عزلها عالميا لكى تنصاع لقرارات الشرعية الدولية وتتوقف عن التدخل فى شئون الدول العربية والاسلامية والخليجية. لاشك أن عقد القمم الثلاث تعتبرأكبر حراك سياسى استراتجيى تقوده السعودية والذى سيصب لمصلحة دول المنطقة من حيث فهم أكثر لسياسة الإدارة الجمهورية الأمريكية والسعى لإيجاد حلول عادلة وشاملة لأزمات الشرق الأوسط وفق المرجعيات والشرعية الدولية. وفى تصريحات سابقة له ذكر وزير الخارجية السعودى عادل الجبير زيارة الرئيس الامريكى ترامب إلى بلاده نهاية الشهر الجارى سترسل رسالة قوية حول أهمية الشراكة الأمريكية – السعودية والشراكة الأمريكية مع العالم الاسلامى لمكافحة التطرف والارهاب ووصف الجبير الزيارة بأنها مهمة وتاريخية بكل المقاييس وتوقع أن تسفر عن نتائج إيجابية للغاية. وخلال لقاء عقده مع عدد من الصحفيين الأمريكيين فى واشنطن مؤخرا أبدى الجبيرتفاؤلا كبيرا فى قدرة إدارة ترامب على تحقيق تقدم ونجاح فى التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين ،واشار الجبير خلال اللقاء مع الصحفيين إلى أن اختيار الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية لتكون المحطة الأولى فى أول زيارة خارجية له تؤكد عزم إدارته الجديدة على تعزيز العلاقة مع السعودية باعتبارها الحليف الرئيسى فى المنطقة، اضافة إلى تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجى والدول الاسلامية واتخاذ موقف موحد ضد الارهاب والجماعات الارهابية موضحا أن «الزيارة تنفى أى ترويج بأن الولاياتالمتحدة تتخذ موقفا معاديا ضد المسلمين». وتوقع الجبير أن تسفر هذه الزيارة ولقاءات القمم مع قادة الدول العربية والاسلامية عن نتائج مهمة للغاية، حيث ستتطرق إلى الوضع فى سوريا واليمن وكيفية مواجهة تصرفات إيران لزعزعة الاستقرار وكيفية هزيمة داعش والقاعدة ومواجهة الأصوات المتشددة والترويج للاعتدال والتسامح، حيث أن هذه القمم ستؤكد العلاقات الاستراتجيةبين الجانبين وتعميق العلاقات بين دول الخليج والولاياتالمتحدةالأمريكية، كما ستجلب دولا كثيرة فى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب والتشدد. بينما توقع اقتصاديون الإعلان عن عدد من الاتفاقات خلال هذه الزيارة للسعودية ، لدعم وتعزيز التعاون الاقتصادى بين المملكة والولاياتالمتحدة.