حسام حسن ولحظة انفعال هل تصدق.. عاصفة الزمالك التي هبت علي حرس الحدود وبتروجيت مع استئناف الدوري ولدت من رحم التمرد.. علاقة عكسية بين حالتين متناقضتين.. ان يتمرد 21 نجما حتي 84 ساعة قبل بدء المنافسات.. ثم ينطلق المتمردون في الملعب كالعاصفة تترجم انتماء وولاء للنادي وطموحه في العودة للصعود لمنصات التتويج.. وهي حالة نفسية جوهرها الخوف من الادانة أمام الجماهير التي كانت مستعدة للبطش باللاعبين اذا وقعت بهم الهزيمة وجرت النادي الي الخلف تاركا موقع الصدارة في جدول الترتيب. اللاعبون عندما عادوا الي اللعب عقب فترة توقف دامت 08 يوما وحالة تمرد استمرت اسبوعا هزت اركان النادي واعطت مؤشرات بأن لحظة الانهيار قد بدأت.. كانوا أمام اختبار عصيب شديد الاحراج.. فإما يفوزون ويؤكدون ان التمرد كان فقط ورقة سيئة بناديهم وهنا يفلتون من اقصي عقاب كان ينتظرهم من جماهير غاضبة وساخطة ومثقلة بهموم ومتاعب معيشية اعقبت ثورة مجيدة تقاوم ثورة مضادة مخربة.. وإما ينهزمون فيضيعون ويضيع النادي وتنتهي علاقة الود التي تجمعهم بالجماهير لانهم سيتحملون وحدهم كل المسئولية. كان هذا الاختبار مكمن الخطر الذي يواجه اللاعبين.. ولم تكن امامهم أية بدائل اخري للتبرئة إلا الفوز وهو ما يفسر الروح المفاجئة التي ظهروا عليها وقدموا من خلالها ما لم يسبق ان قدمه هذا الجيل من ارادة واصرار غيرت طبيعة الفريق الذي تعود في مواسم سابقة علي ان يبدأ المباريات قويا منتصرا بفارق الكفاءة والخبرة والهيبة ثم ينهيها متخاذلا بلا ارادة وبلا انتصار. استفاد النادي والجهاز الفني والجمهور من خوف اللاعبين علي سمعتهم وحرصهم علي التبرئة من تهمة الخيانة والتمرد ولم يكن ذلك في حسبان أحد لكنه كان في حسبان اللاعبين فقط فقدموا انفسهم في صورة مغايرة. وسيناريو مباراة بتروجيت لا يختلف كثيرا عن سيناريو لقاء الحرس من ناحية الارادة مقابل ان الاختلافات متعددة وكبيرة من النواحي الفنية.. ومن المفارقات انه خلال اسبوع واحد فقط تغيرت النظرة الي التوأم حسام وابراهيم حسن.. فقبل استئناف المسابقة كانت المطاردة للتوأم شرسة وقريبة من ان تحقق أهدافها باجبارهما علي الرحيل، وبعد المباراتين اختفي المطاردون واختبأوا إلي حين اصطياد فرصة اخري لمواصلة المطاردة بينما اضطر بعض منهم الي تغيير آرائهم والعودة مجددا الي صفوف المقتنعين بأن استمرار التوأم في الزمالك قضية محسومة لا تحتمل الجدل لانهما مصدر الارادة الرئيسي الذي ينتقل تلقائيا وعفويا ومباشرة الي اللاعبين والي الملعب.. بل تطرف اخرون في الرأي وقالوا صراحة ان من يروج لفكرة رحيل التوأم اعداء للنادي من خارجه أو طابور خامس من داخله.. وانه ليس من المتصور رؤية فريق الزمالك بدون حسام وابراهيم حسن. من الناحية الفنية.. حقق الزمالك الفوز في المباراتين لانه يملك اقوي سلاح في الاداء وهو الاستحواذ.. وهذا السلاح بالمناسبة هو الذي يميز فريق برشلونة الخيالي عن كل الفرق الكبيرة الاخري.. فعندما يكون للفريق القدرة علي الاستحواذ علي الكرة اطول فترة تتعدد أمامه الاختيارات والحلول.. وأمام بتروجيت سجل نسبة أعلي من منافسه في الشوط الاول واتيحت له فرص الفوز واهدرها بما فيها ضربة الجزاء.. وفي الشوط الثاني زادت نسبة تفوقه في الاستحواذ حتي اصبح كاملا مكتملا في ربع الساعة الاخير الذي اختار فيه بتروجيت ومدربه حلمي طولان ان يتجمع كل اللاعبين في منطقة الجزاء وكانت فرصة ان يولد الضغط الاخطاء فتهتز شباك بتروجيت مرتين في 3 دقائق وفي الوقت القاتل الذي لا يسمح بالتعويض. وعندما تزداد المسئولية والخوف من توابع الهزيمة تختفي النزعة الفردية.. ويوظف كل لاعب قدراته من اجل الفريق.. ولذلك رأينا شيكابالا المعروف بفرديته يخترق ولا يحبذ ان يسدد ويمرر الي زميل ثم فعل ذلك في الهدف القاتل الذي اهداه لاحمد جعفر. اما بتروجيت فهو مثل كل الفرق التي تفتقر الي الهيبة الجماهيرية والاعلامية مهما كانت قوتها وكفاءة عناصرها وعندما تحرز هدفا في فريق كبير مثل الاهلي والزمالك لا تملك حق الاختيار في طريقة اكمال المباراة وتتجه تلقائيا الي الدفاع حتي تحافظ علي نتيجة تمنحها بريقا ولمعانا وقوة دفع.. ولذلك كان الخطر الاكبر الذي وقع فيه الفريق هو التكتل السلبي وترك الزمالك يهجم بكل خطوطه ويقترب كل ثانية من المرمي. اصيب الزملكاوية جميعهم بهيستيريا بعد هدف احمد جعفر وقدم حسام حسن فاصلا مذهلا من القفز في الهواء وهو يجري لا يعرف كيف يعبر عن صدمة الفرحة.. وفي المؤتمر الصحفي ابدي سعادة بالغة بالفوز والنقاط الثلاث وبارادة لاعبيه وبالثقافة الجديدة التي تمتع بها الفريق وهي اللعب في الخارج مثل اللعب في الداخل.. وقال حسام انه لم يعد هناك فارق في المكان لان جمهور الزمالك وراء فريقه دائما، موجها اليه الشكر وايضا الشكر للاعبيه علي ادائهم المتميز والرجولي.. وعلي خلاف ما كان يحدث في الماضي اكد حسام ان الدوري مازال مثقلا بالاعباء ومازال اللقب في الملعب حتي لو كان الفوز علي بتروجيت محطة مهمة في اتجاه منصة التتويج.. ورغم اشادته بجمهور السويس إلا انه عتب علي ما وصفهم بالقلة التي هتفت ضد شيكابالا الذي كان متفرغا للعب ولم يحتك بالمدرجات.. ولم ينس حسام ان يبدي ارتياحه تجاه عقوبات الكاف وقال انها جاءت مناسبة لظروف الاحداث التي وقعت في مباراة الزمالك والافريقي التونسي. وتسابق لاعبو الفريق في التعبير عن سعادتهم بهذا الفوز الثمين الذي تحقق في توقيت صعب للغاية واسعد الجماهير التي زحفت وراءهم. واشار عبدالواحد السيد حارس المرمي وكابتن الفريق والقائد السابق للتمرد الي انه عاني من شد عضلي لكنه تحامل علي نفسه من اجل اسعاد الجمهور. هذا وقد حصل اللاعبون علي راحة امس ويستأنفون التدريبات عصر اليوم استعدادا للقاء انبي يوم الاثنين المقبل في الاسبوع الثامن عشر للدوري.