ساعات صعبة قادمة في انتظار نادي الزمالك بعد الهزيمة من الأوليمبي 1/3 في الأسبوع التاسع للدوري.. أفلت الزمام ولم يعد أحد يسيطر علي أحد.. اللاعبون لا يسيطرون علي طبيعتهم المتخاذلة وعجزهم الفني وقلة حيلتهم في الملعب وإدمانهم التمرد والتحايل والتمارض، وطلب أعلي الأرقام المالية مقابل أقل وأضعف عطاء وجهد وانتماء. والجهاز الفني لا يسيطر علي الفريق لا إداريا ولا فنيا.. فهو يوميا يحل المشاكل ويروض مجموعة من اللاعبين الجشعين الغاضبين من كل شيء إلا الغضب من الهزيمة.. والجهاز لا يعرف ماذا يريد من هؤلاء اللاعبين في الملعب، بأي شكل يلعبون وبأي وسيلة ينضبطون ولا يظهرون كأبرز فريق عشوائي في الدوري.. ولو افترضنا أن هولمان المدير الفني وطارق يحيي المدرب العام وباقي المساعدين غابوا عن المباراة وجلسوا في البيت.. هل كان الفريق سيقدم أسوأ مما قدم أمام الأوليمبي.. هل يطلب الجهاز شيئا واللاعبون يقدمون شيئا آخر أم أن الجهاز لا يقول شيئا في الأصل في الحالتين فهو جهاز فاشل.. ومن المستحيل أن يكون هولمان قد اهتم بمشاهدة مباراة لفريق الأوليمبي قبل أن يلعب معه.. ويصعب علي محللي المباراة أن يقدموا لنا صورة واضحة لما أراده الجهاز الفني من الفريق.. من الصعب الحديث عن قيمة وفاعلية الدور الخططي للجهاز الفني وهو في الأساس لم يكن له دور، حتي أن نسبة الاستحواذ تساوت بين الفريقين رغم أن الأوليمبي لعب بعشرة أفراد، وذهب أكثر إلي المرمي وظهر أنه يلعب ب 21 لاعبا.. بينما يعرض الزمالك كل الأخطاء في أساسيات اللعب دفاعا وهجوما جماعيا وفرديا.. لأول مرة يجتمع العجز الجماعي والفردي معا ليكشف أن الفريق لا يحتاج فقط إلي لاعب في طرف الملعب واثنين في الوسط، بل يحتاج لمهاجم حقيقي بعد أن أكد لنا المهاجم الغاني أجوجو أنه يتدرب مع الزمالك لكي يلعب مع منتخب غانا. غاب دور الجهاز الفني فتصرف اللاعبون بحريتهم في الملعب وكأنهم في استعراض مهارات لا ينتمون لفريق.. وهم في ذلك أصلح لأن يشكلوا »فرقة« استعراضية ترفيهية مثل فريق »هارلم« لكرة السلة. والإدارة لا تسيطر علي مشاعر اللاعبين المنفلتة.. لا تعرف كيف توازن بين احتياجاتها الإدارية في ظروف انتخابية صعبة وأجواء تشكيك في شرعيتها بعد الأحكام الفضائية الأخيرة وبين واجبها في السيطرة علي الفريق وجهازه الفني والشجاعة في مواجهة التسيب والروح الانهزامية.. فهي تريد أن تعاقب وأن »تطبطب« في نفس الوقت، وكانت النتيجة هذا الصعود والهبوط الحاد في مزاج الفريق واللاعبين.. حتي أصبحت رجولتهم وجديتهم وانضباطهم بالفعل مثل الشعرة اللي ساعة تروح وساعة تيجي. الجمهور خرج غاضبا وحزينا ولم يسيطر أيضا علي مشاعره وهو الوحيد وسط هذه المنظومة المفككة المتصدعة الذي يريد شيئا واحدا فقط لا يتحقق وهو فوز فريقه وثباته في مباراتين متتاليتين.. وهو الوحيد الذي يدفع الثمن ولا يحصل علي مقابل لدوره.. وكان معتمد جمال المدرب المساعد الوحيد الذي عبر عن مشاعر الخجل من هذا الجمهور عندما قال بعد المباراة بالنص: »الله في عون الجمهور رغم ما نفعله فيه يأتي ويشجع«.. ومن حق المشجع البائس أن يقول علي الهواء مباشرة: أنا لو بإيدي أجمع كل هؤلاء اللاعبين في الملعب وأضربهم بالنار. يسقط فريق الكرة تباعا.. وفي كل مرة تسأل أي لاعب وأي مسئول أو أي فرد في الجهاز الفني لماذا تسقطون.. وتأتي الإجابة واحدة: لا نعرف. الفاعل مازال مجهولا.. وبطارية الفريق مضروبة تعمل مرة وتفصل شحن مرة أخري حيث يستحيل أن تربط بين الأحكام القضائية الأخيرة وبين مباراة منفصلة عنها هذه المرة لأن الخلافات والصدامات خرجت من أسوار النادي وحسمها المجلس القومي للرياضة بصرف النظر عن قانونية هذا الحسم.. لأن العقلاء التزموا الصمت الآن لأنه لو صبر القاتل علي المقتول لمات وحده.. والانتخابات قادمة بعد أشهر قليلة ويستطيع المتخاصمون التجهيز لها من الآن. ويستحيل أيضا أن نقر من الناحية الفنية أن فريق الزمالك بلا نجوم.. فهو أحد الفرق المكتظة بهم.. ويستحيل كذلك أن نقر بأن النادي استعان بمدير فني من الشارع.. ويكفي أن هولمان كان له تجربة ناجحة مع الأهلي إلا إذا كان الأهلي وقتها يلعب ويفوز بثوابت الاستقرار والمسئولية وأخفت نتائجه ضعف التدريب.. إذن هل نعتبر ما يحدث من غرائب وعجائب حالة نفسية عامة.. وإذا كان كذلك، فمن هم الذين يحتاجون لطبيب نفسي اللاعبون أم المدربون أم المسئولون.. أم أن النادي كله يحتاج إلي عيادة نفسية دائمة ضمن منشآته المتعددة ليكون الجميع تحت الملاحظة حتي يكشف فريق طبي متكامل عن الفاعل المجهول. وفي إطار الحديث عن انفلات الزمام وعدم السيطرة علي حركة ناد كبير.. أصبح صعبا علي النقاد والصحفيين والخبراء تقصي الحقائق.. فالحديث واحد ومشترك والعبارات مكررة والتبريرات واحدة وتنتهي دائما بجملة واحدة »إن شاء الله سوف تنصلح الأحوال في المباريات القادمة وسوف تتصحح الأخطاء ويعود الفريق للمنافسة، والدوري لسة في الملعب«. ولا مانع أن تخرج بعض الاقتراحات بديلا عن القرارات داخل النادي.. اقتراح بتسريح اللاعبين »العالة علي الفريق«.. أو تسريح الجهاز الفني أو تعديل هيكله.. أو تجميد المستحقات المالية.. أو تجميد مفاوضات التجديد.. أو منح هولمان مهلة حتي يناير القادم لاتخاذ قرار بشأنه. هذه الاقتراحات التي جمعتها من اتصالات متعددة.. وبادرت بالحديث فيها مع د. محمد عامر نائب رئيس النادس.. وعندما رد علي الهاتف سألته: فيه إيه يا دكتور؟.. وجاءت الإجابة بنفس معني السوال وقال: ولا أنا عرف فيه إيه.. ثم سألته: ماذا ستفعلون؟.. وأجاب: بعد المباراة عجزت عن التفكير لأن الموقف غير محدد المعالم لفريق فاز علي إنبي 4/1 وخسر من الأوليمبي 1/3 في أقل من أسبوع.. ما السبب في هذه المفارقة، وأين يكمن »العيب«.. حتي لو افترضنا أن الفريق لم يكن جيدا في مباراة، فهل من المنطق أن يخسر بهذا الشكل من فريق في مؤخرة جدول الترتيب ويلعب ناقصا.. الغريب أن الظروف كانت واحدة في المباراتين، فلماذا اختلفت النتيجة والأداء؟. وعدت أسأله: ماذا ستفعلون؟.. فقال: نحن الآن في مشاورات داخل مجلس الإدارة.. ولا أحب أن أتخذ قرارات خلال لحظات انفعال وغضب.. لكن لدي اقتراحات سيتم عرضها علي المجلس صاحب حق إصدار القرار.. سوف نطلب مبدئيا من هولمان تقريرا تفصيليا عن كل لاعب بالفريق يتضمن سلوكياته ومدي تعاونه مع الجهاز الفني ودوره في الفريق وذلك خلال اجتماع مع الجهاز الفني يتم خلال ساعات.. نحن نريد أن نصل إلي حالة من المسئولية والالتزام تكون واضحة أمام الجميع.. يجب أن يكون هولمان ملتزما بتقدير عطاء كل لاعب.. ويجب أن يكون اللاعب مسئولا عن تصرفاته وعطائه.. وفي نهاية الأمر لن يبقي في النادي سوي الملتزمين والمخلصين مهما كانت العواقب حيث أصبح لزاما علينا أن ننهي هذه الحالة وتكون هناك بداية جديدة وحقيقية بالمواجهة المباشرة ودون أية تحفظات.. وكل الخيارات مطروحة مهما بلغت صعوبتها لمصلحة النادي.. ومن لا يريد أن يلعب بإخلاص للزمالك عليه أن يرحل.. ليست القضية في مدرب أو جهاز فني بل هي أوسع من ذلك وتحتاج لتحديد واضح ونهائي. وقد عاد محمود الجوهري مرة زخري للصورة لتدريب الزمالك وخرجت أصوات من النادي تطالب بالاستعانة به.. خاصة أنه غير مرتبط حاليا بعد أن ترك منصبه في اتحاد الكرة. وقد جرت مشاورات بين مسئولي الزمالك لجس نبض الجوهري الذي كان قد تلقي عرضا قديما من الزمالك في بداية الموسم ورفضه