أعياد القيامة وشم النسيم بالنسبة لمدينة شرم الشيخ هما " قبلة الحياة " التي ستجعل الروح تدب في هذه المدينة السياحية، بعد أن كادت تفارق جسدها. فالمقيم بمدينة شرم الشيخ يستطيع أن يدرك أنها تغيرت هذه الأيام عن العشرة أيام الماضية.. فبعد أن كنت تشعر بتمكن مظاهر المرض من جسد هذه المدينة الجميلة، بفعل الفوضي والاضطراب التي خلقتها الثورة المضادة، تغير الوضع حاليا بقدوم الوفود السياحية الداخلية والعربية والأجنبية التي جاءت لقضاء أعياد القيامة وشم النسيم، بعد أن بدأت مصر تنعم بحالة من الاستقرار منذ إيداع الرؤوس المدبرة للثورة المضادة في السجن. وما بين مظاهر المرض والشفاء التام هناك بعض المظاهر التي يمكن أن تكتشفها بسهولة، فخليج نعمة، وهو أحد الأماكن الهامة بالمدينة، بدأ السياح يظهرون فيه بشكل ملحوظ ليلا، بعد أن كانت أعداد محدودة تزوره قبل عشرة أيام من الآن.يظهر ذلك أيضا بشكل واضح في منطقة السوق القديم، التي يقصدها السائحون الراغبون في الحصول علي بعض السلع والخدمات بأسعار أقل نسبيا عن باقي أماكن المدينة. ومع سعادة المقاهي والمطاعم بكلا المنطقتين بهذا التغيير، الذي يرجعونه إلي توافد المصريين والعرب والأجانب لقضاء أعياد القيامة وشم النسيم ، إلا أنهم يتوقعون الأفضل مع نهاية الأسبوع الحالي، مع اقتراب موعد هاتين المناسبتين.ويقول رمضان محمد صاحب أحد المطاعم: " ننتظر هاتين المناسبتين كل عام لتحقيق الأرباح، لكننا هذا العام ننتظرهما لإنقاذ مشروعاتنا". ويدفع رمضان إيجارا شهريا يتجاوز العشرة آلاف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا، كان عليه أن يدفعه خلال الشهرين الماضيين رغم قلة أعداد السياح الزائرين للمدينة، ويعول آمالا كبيرة علي تعويض هذه الخسائر مع قدوم هاتين المناسبتين. نفس الآمال ينتظر تحقيقها حامد السيد صاحب أحدالمقاهي، وأشار إلي ثلاثة من الزبائن كانوا يجلسون علي المقهي، وقال: " في مثل هذا التوقيت من العام، لم يكن العاملون يستريحون ولو لدقيقة من ضغط الطلبات، أما الآن فكما تري ثلاثة زبائن فقط ".ورغم أن هذا الوضع يبدو غير مثالي بالنسبة لصاحب المقهي، إلا انه يقول: " أهو أحسن من ما فيش .. من عشرة أيام كان ممكن اليوم كله يعدي وما يدخلشي المقهي إلا هذا العدد".ويعتبر حامد الزبائن الثلاثة " الندعة " التي تسبق الأمطار الكثيفة، وقال: " أتوقع أن نشهد مع أوائل الأسبوع المقبل تواجدا مكثفا ". ما توقعه صاحب المقهي كانت هناك معلومات مؤكدة عنه عند مديرة الحجز بأحد الفنادق الكبيرة، التي قالت: " الفندق كامل العدد في فترة أعياد القيامة وشم النسيم " . ومع تحفظها علي الإفصاح عن أرقام محددة، إلا أنها قالت: " يمكنك أن تشاهد حركة السياح في الفندق لتشعر أن هناك تحسنا كبيرا، سيكتمل مع بداية الأسبوع المقبل ".هذا التحسن ما كان ليتحقق إلا مع عودة الأمن بقوة إلي هذه المدينة السياحية، ووجه رئيس المدينة المهندس جمال مهدي الشكر إلي القوات المسلحة، التي كان لها دور كبير في استعادة الثقة المفقودة بين المواطن ورجل الشرطة. وقال مهدي: " يجب أن يدرك الجميع أهمية الأمن بالنسبة لهذه المدينة الساحرة، لأنها محط أنظار كل مراسلي الصحف ووكالات الأنباء " .