صديقي الدكتور أشرف ماهر زكي الاستاذ بكلية زراعة عين شمس هو مواطن مصري محترم عاش فترة من حياته في الولاياتالمتحدة وحصل منها علي الدكتوراه .. هو انسان مسالم . اتصل بي منزعجا وبادرني قائلا : أريد الحصول علي رخصة سلاح .. تعجبت من كلامه واذا به يحكي عن ولده الشاب الذي تعرض له عدد من البلطجية وهو يسير بسيارته علي طريق القاهرةالجديدة عائدا الي منزله في النزهة الجديدة .. حاولوا ايقافه علي الطريق ووضعوا له قطعا من الحجارة وهم يحملون الاسلحة الآلية .. المنظر مرعب بالفعل لكن الله انجاه منهم بعد ان اصيبت سيارته بعض الاضرار .. كان الوقت بعد المغرب .. لم يكن في ساعة متأخرة من الليل حتي يكون هناك مبررا لهجوم البلطجية .. نجا الشاب من البلطجية بأعجوبة .. وكان أول قرار للوالد هو البحث عن وسيلة للحصول علي رخصة سلاح ليدافع عن نفسه إذا تعرض لمثل هذا الموقف الذي لم يعد غريبا في شوارعنا . ويوم الاثنين الماضي اتصلت بي ابنتي الطالبة بجامعة حلوان وهي مذعورة .. بابا البلطجية هجموا علي الجامعة وأصابوا بعض الطلبة والطالبات وحطموا المطاعم والكافتيريا .. حمدت ربي أن ابنتي ليست من هواة الجلوس علي الكافتيريا والا حدث مالم يحمد عقباه .. قلت في نفسي ربما الفزع جعل الابنة تحكي من خيالها لكنني تأكدت أن البلطجية دخلوا الجامعة بالشوم والاسلحة النارية والبيضاء واعتدوا علي الطلبة والطالبات وبعضهم في المستشفي الان .. وعرفت أن هذا الهجوم هو الثاني للبلطجية علي الجامعة والحمد لله أن الجيش وصل بناء علي بلاغ من إدارة الجامعة ومايزال هناك حتي كتابة هذه السطور. الحادث خطير بالفعل فمن يأمن علي أولاده بعد الان ان يذهبوا إلي جامعة حلوان.. لا أمن ولا أمان بعد الغاء الحرس الجامعي .. وداهمني سؤال مفاجئ .. هؤلاء الذين كانوا ينادون ويصرون علي ضرورة الغاء حرس الجامعة كيف يفكرون الان؟ .. هؤلاء الذين كانوا يعتبرونه سببا في القيود علي الطلاب والاساتذة .. ما رأيهم الان؟ .. هل تعني الحرية هذه البلطجة؟ جامعة حلوان تقع في منطقة متطرفة بدون حماية ومجرد عبور الطلاب الكوبري الواصل إلي محطة المترو وحده مغامرة في هذه الايام والانفلات الأمني لابد أن ينتهي إلي الابد وتواجد الشرطة امام الجامعة وكل المنشآت وفي الشوارع ضرورة ملحة .. لقد قام الشباب بالثورة من اجل تحقيق الاستقرار والقضاء علي بلطجة الكبار وناهبي أموال الشعب فإذا بنا امام بلطجة " الصيع " وقاطعي الطريق الذين لا يردعهم أحد .. لقد قررت أنا الأخر التقدم بطلب للحصول علي رخصة سلاح لكي أستطيع السير في الشوارع .. كان طلب الاستاذ الجامعي غريبا علي اذني في البداية .. لكنني الان أقر وأعترف بأنه علي حق فأصوات طلقات الرصاص تنطلق من حولي طوال الليل والبلطجية يجوبون الشوارع علي الموتوسكيلات والفسب طوال الليل يهددون حياة الناس بالباطل والانفلات الاأخلاقي هو السائد الان .. ياخسارة يابلد!! الآن .. الشعب يريد رخصة سلاح! كلمة أخيرة كنت أنوي الكتابة عن بعض مشاكل القراء الذين ارسلوا لي بشكاواهم علي بريدي الالكتروني لكنني اعتذر لهم لضيق المساحة وإلي الاسبوع القادم إن شاء الله.