كثير من الأسر المصرية تعيش هذه الأيام حالة الطواريء المعتادة التي تصاحب امتحانات نهاية العام الدراسي، في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع وأولهم وزير التعليم عن فشل المنظومة التعليمية. ورغم قدم الخبر المتعلق بخروج مصر من التصنيف العالمي للتعليم إلا أن أحدا لم يجب بعد علي سؤالنا المشروع: لماذا هم مستمرون بالضحك علينا ؟ والسؤال الأصعب : لماذا نخدع أنفسنا وأبناءنا ونوهمهم بأنهم يتلقون تعليما؟ وإذا كنا نتحدث عن نظام تعليمي فاشل وعن أبنائنا الذين تحولوا لفئران تجارب لمسئولين ودولة لا تمتلك رؤية حقيقية للتعليم، علينا أن ننقذ أبناءنا مما هم فيه ونغير من ثقافتنا التي حجبت عنا العلم بعد تخرجنا من الجامعة. وبدلا من الحديث عن آفة الأمية التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية فلنتحدث عن أمية المتعلمين. ولندرك أن النظام التعليمي الفاشل كان يصاحبه دوما تفكير أسري وتربوي فاشل جعلنا جزءاً من هذه المهزلة. فمن قال إن التعليم في القرن ال 21 لا يتواجد غير بين جدران مدرسة توقف بها الزمن عند حدود الماضي البعيد؟ ومعلم يري مهنته وظيفة يبيع من خلالها العلم لمن يدفع أكثر لأنه في صراع آخر من أجل لقمة العيش؟.. ببساطة شديدة دول العالم تقدمت في ملف التعليم لأنها تمتلك ثقافة مختلفة، ثقافة جعلت أنظمتها السياسية تتبني استراتيجية التعلم مدي الحياة وبرامج تطوير الذات إلي جانب برامج التعلم عن بعد التي قضت علي البعدين الزماني والمكاني وأصبح متاحا للجميع الدخول عبر شبكة الإنترنت والحصول علي تعليم جيد ومجاني من أي مكان في العالم. وقبل أن نتحدث عن تغيير فلسفة القائمين علي التعليم علينا أن نغير من ثقافتنا أولا ونتعلم باستمرار كي نستطيع أن نرشد أبناءنا لمصادر العلم الكثيرة التي ليست حكرا علي أحد.