»فادي» ترك التصوير الصحفي للبحث عن لقمة العيش أفتتح مشروعاً لإعداد الكلوب ساندوتش مع زوجته.. والبلدية أكبر مخاوفه »Bike» فكرة جديدة تحدي بها الشباب شبح البطالة بإنشاء دراجات تقديم الطعام المتنقلة بتصميمات راقية وأنواع جديدة من المأكولات والمشروبات تحاكي مثيلتها في الدول الأوروبية وحازت علي اعجاب ودعم المجتمع، إلا ان المشروع واجه الروتين الحكومي وغياب التشريعات اللازمة لترخيصه، فالأزمة الأخيرة التي انفجرت علي مواقع التواصل الاجتماعي بقيام مسئولي حي النزهة بإغلاق مشروع شيماء وياسمين لبيع »البرجر»، والتي حازت علي اعجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب بالاسماعيلية وكلف الحكومة بإصدار تصاريح مؤقتة لمشروعات الشباب لحين اصدار البرلمان تشريعا يسمح بترخيصهم وينظم عملهم، فتحت ملف تراخيص دراجات إعداد الطعام المتنقلة ودور الدولة والبرلمان في دعم تلك المشروعات. »الأخبار» وضعت جميع أطراف القضية من الشباب والمحليات والبرلمان في مواجهة، لمحاولة الوصول لأسباب الأزمة وإيجاد استراتيجية واضحة ووضع تشريعات تمكن الشباب من تنفيذ أحلامهم والخروج من طابور البطالة وفقاً لشروط ومعايير تنظم عملهم وتمنحهم حماية الدولة التي ستحصل في المقابل علي ضرائب ورسوم، لتتحول تلك المشروعات إلي بند جديد يضاف الي ميزانية الدولة. 19 عاماً قضاها فادي ندا يمارس مهنته كمصور صحفي في إحدي المؤسسات الصحفية الكبري يحاول جاهداً مثل أي شاب أن يبني حياته ويخطط لمستقبله استعداداً لتوفير متطلبات الزواج من شريكة العمر، إلا أن مرتبه الضئيل لم يوفر له نفقاته الشخصية فماذا يفعل في حياته المستقبلية وحلم تكوين الأسرة؟ !، حاول فادي ان يلجأ الي التصوير الحر وافتتاح مكتب لتصوير الافراح والمؤتمرات وغيرها من الفعاليات ليكون مشروعاً خاصاً يساندة في تحقيق حلم المستقبل والحياة المستقرة ولكن بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية في البلد لم يكتب للمشروع النجاح واضطر إلي إغلاق مكتب التصوير، وفي شهر ديسمبر 2015 طرأت في ذهنه فكرة شجاعة تحدي بها المجتمع بل وتحدي نفسه وهي ان يترك الصحافة وان يعمل هو وشريكة حياته سوزي علي دراجة لإعداد الطعام بعد أن اصبح إنشاء الكافيهات والمطاعم يحتاج الي رأس مال كبير، لم يعلم فادي انه تركه مهنة البحث عن المتاعب إلي مهنة جديدة لها متاعب من نوع مختلف. يتذكر فادي أول يوم عمل هو وزوجته سوزي في منطقة مدينة نصر في 9 فبراير 2016، جهز دراجته لإعداد الهوت دوج والكلوب ساندوتش، تعلو وجهه السعادة بعدما استطاع اخيرا ان يمتلك مشروعاً خاصاً لا يتعدي تكلفته 5 آلاف جنيه، وبعد ساعة و10 دقائق حاصرته عربات البلدية والشرطة لإزالته إلا أن الضابط كان » ابن ناس» كما وصفه فادي وسمح له وزوجته ان يفرغا الدراجة من الطعام والادوات واكتفي ان يسحب الدراجة فارغة، وفي اليوم التالي ذهب فادي الي حي شرق مدينة نصر وقابل أحد الضباط الذي اعتلت الصدمة وجهه بعدما علم من بطاقته الشخصية انه مصور صحفي وتخيل انه يجري تحقيقاً او مغامرة صحفية إلا ان فادي قال له نصاً » أنا نازل الشارع آكل لقمة عيش، ينفع ناكل لقمة عيش ولا نسيب البلد»، تعاطف الضابط وإنسانيته يتذكرها فادي حتي الآن وتركه يستلم دراجته دون دفع غرامة. لم ييأس فادي وسوزي واستمرا في حلمهما ولاقت الفكرة اعجاب ودعم الزبائن وأصبحت دراجة » »lub_Madness » رمزاً للكلوب ساندوتش والهوت دوج وغيرها من السندوتشات، ويؤكد فادي ندا انه يراعي كافة المعايير الصحية في اعداد الطعام كما استخرج شهادة صحية له وعلقها علي الدراجة حتي يطمئن الزبون، وحاول ان يصدر ترخيصاً للدراجة حتي يمنح الدولة حقها إلا ان الحي اخبره ان مشروعه ليس له ترخيص في القانون ويعامل معاملة البائع المتجول، وان تراخيص الأكشاك تمنح فقط لأصحاب العجز الكلي او للمحكوم عليهم قضائياً.وطالب ان تبدأ الدولة في دعم مشروعات الشباب الصغيرة وترخيصها حتي يستطيع الشاب ان يعمل وفي نفس الوقت تستفيد الدولة، فأصحاب دراجات تقديم الطعام مستعدون لدفع رسوم الترخيص والضرائب وغيرها من الرسوم، علي ان تقوم الاحياء بتحديد أماكن لنا لا تتعدي 80 سم في 120 سم حجم الدراجة مثل الدول الاوروبية حتي توفر لنا الحماية القانونية وفي نفس الوقت تستفيد الدولة من عائد تلك المشاريع، فلا يصح في مصر ان نترك الشاب يلجأ للسرقة والتسول لانه لا يستطيع العمل وإذا حاول ان يفتح مشروعا صغيرا تتركه الدولة فريسة للأحياء والبيروقراطية والفساد.