بعد أن شهد اللواء محمد سالمان الزملوط مع أهالي مدينة باريس حصاد محصول القمح، وبدون تخطيط مسبق، طلب المحافظ من رئيس المدينة مصاحبته في جولة ميدانية علي القري لمتابعة أحوال وشكاوي المواطنين وايجاد الحلول اللازمة لها، وحدث وتجمع أهالي قرية »جورمشين» حول المحافظ تحت الأشجار خارج منزل أحد المواطنين، ودار حوار صريح ومباشر باح فيه الأهالي بكل ما يؤلمهم، وخاصة من القضايا الأزلية التي يعاني منها الشباب والمزارعون، ويأتي في مقدمتها بالطبع الروتين الحكومي وتعطيل مصالح البشر في عدم استخراج تصاريح لبناء حظائر المواشي، وعدم توزيع أراضٍ للشباب كفرص عمل غير تقليدية باعتبار أن النشاط الأساسي للمزارعين هو الزراعة وتربية المواشي، ناهيك عن المشاكل المتعلقة بالري ونقص مياه الآبار وساعات تشغيلها وكذلك عدم وجود مدرسة ابتدائية بالقرية. وكان لكل تلك المشاكل حل، وكما يقول المهندس عادل عباس رئيس المدينة، فقد قرر المحافظ تشكيل لجنة مشتركة من الزراعة والري والتعليم والكهرباء لإنهاء كافة المشاكل المتعلقة ببناء الزرائب للمواشي والبدء في تخصيص مساحة 200 فدان يتم تقسيمها وتوزيعها علي شباب القرية بواقع 3 أفدنة لكل شاب، وتوفير العلاج لإحدي الحالات المرضية وإدراج إنشاء مدرسة ابتدائية بالقرية في خطة المحافظة. ويبقي »الماستر سين» أو المشهد الرئيسي في ذلك اللقاء الذي تم تحت الشجر، عندما اقتربت »الحاجة ناجحة» من الجلسة، وبدأت في الكلام بشكل أوجع القلوب: سيادة المحافظ أرجو مساعدتي في بناء غرفة ودورة مياه، وقام اللواء الزملوط بتهدئة السيدة، وطلب منها بأن تستقبله في بيتها، قام ومعه كل مرافقيه بزيارتها حيث يقع منزلها داخل حرم مسجد القرية، وأغنتها الصورة عن أي كلام.. البيت متهالك مبن بالطوب اللبن، وقد أكلت »القرضة» سقفه لينهار جزء منه كل يوم علي ساكنته الوحيدة »الحاجة ناجحة»، وكما يقول لنا المهندس عادل عباس فقد قرر المحافظ علي الفور بناء منزل خاص في أرض تمتلكها في تقسيمات الشباب بدعم وبمنحة 50 % من المحافظة، كما طلب المحافظ بأن يقوم أهل القرية بالتكفل بالنسبة الباقية، وبالفعل تبرع أحد الشباب بمبلغ ألفي جنيه لها والتزم شاب آخر أمام الأهالي والمحافظ ببناء المنزل في 25 يوما، وعندها انطلقت الزغاريد في القرية وكان أعلاها زغاريد الحاجة ناجحة التي هزت الجميع.. وتسجد شكرا لله.