وتيرة الأحداث فوق أن يستوعبها عقلي، بل وعقل من بيدهم صناعة الأحداث أنفسهم. عقلي لا يستوعب قرار حبس كل من الرئيس المخلوع مبارك،ونجليه علاء وجمال.. اعذروني فأنا كنت أحد أبناء العزبة التي كان يحكمها آل مبارك، كانوا يأمرون، وينهون، دون أن يراجعهم " الأجرية " أمثالنا، وهل للأجير أن يناقش صاحب العزبة اذا أراد أن يبيع العزبة أو يهبها عن طيب خاطر لأحد أو يورثها لأحد أبنائه ؟ قبل عدة أسابيع كانوا يتصدرون المشهد : بيدهم الحل والربط، يملكون كل شيء : المال والجاه والعز والسلطان، يملكون حتي الحقيقة، ودونهم سوقة ودهماء ورعاع. اليوم مرت ليلتان علي علاء وجمال في سجن طره، والأب في انتظار رحمة ربه فلا يدركها، والأم شجرة الدر التي حكمت مصر، لا تدرك الي أين تذهب : الي زوجها الذي أدرك أن وقت الحساب قد حان، أم الي أبنائها الذين ذهبوا الي السجن أم الي أحفادها الذين لا يدركون حجم المأساة. أنا أحتاج أن أصدق ما يحدث، ورحم الله شهداءنا وأرواحهم الطاهرة الذين لولاهم ما كان الحلم تحول الي حقيقة، ولولاهم لكانت مصر الي اليوم مجرد عزبة ل" آل مبارك ". كلمة أخيرة : من سيذهب الي ميدان التحرير اليوم يضع نفسه في دائرة شبهة معاداة وطن يريد ان ينهض من جديد.