أدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم في استفتاء قد يمنح الرئيس »رجب طيب إردوغان» (63 عاما) سلطات جديدة واسعة ويمهد لأكبر تغيير في النظام السياسي لتركيا في تاريخها الحديث. فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباح أمس في شرق البلاد وعند الساعة الثامنة في باقي انحاء تركيا، خاصة في اسطنبولوأنقرة. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن حوالي 33 ألف شرطي انتشروا في اسطنبول لتأمين عملية التصويت. وتقضي التعديلات الدستورية وعددها 18 بإلغاء منصب رئيس الوزراء ومنح الرئيس سلطة وضع مسودة الميزانية وإعلان حالة الطوارئ وإصدار المراسيم للإشراف علي الوزارات دون موافقة البرلمان. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدما بفارق بسيط للمعسكر المؤيد للتصويت بنعم الذي من شأنه أن يحل نظاما رئاسيا قويا محل الديمقراطية البرلمانية وربما يشهد بقاء إردوغان في السلطة حتي عام 2029 علي الأقل. ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت نحو 55 مليون شخص في 167 ألفا و140 صندوقًا بجميع الولايات. وأغلقت مراكز التصويت في الساعة الخامسة مساء أمس، فيما أدلي الناخبون الأتراك في الخارج بأصواتهم في وقت سابق. ومن المقرر إعلان نتائج الاستفتاء خلال الساعات المقبلة. وقال اردوغان بعد ما أدلي بصوته في الشطر الآسيوي من اسطنبول إن الاستفتاء »هو من أجل مستقبل تركيا»، مضيفا أنه علي قناعه بأن الشعب سيختار »فتح الطريق أمام تنمية أسرع وقفزة حقيقية إلي الأمام لنرتقي إلي مستوي الحضارة المعاصرة التي أرادها مصطفي كمال أتاتورك» مؤسس الجمهورية التركية الحديثة. وصرح رئيس الوزراء التركي »بن علي يلديريم» بعدما أدلي بصوته في مدينة أزمير بأنه سيتم احترام حكم الشعب أيا تكن نتيجة الاستفتاء. من جانب آخر، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض (أكبر أحزاب المعارضة في تركيا) »كمال قليجدار أوغلو» إن الاستفتاء علي التعديلات الدستورية »تصويت علي مصير تركيا..علي كافة المواطنين التحلي بأعلي قدر من المسئولية». وطالب »قليجدار أوغلو» إردوغان بالسعي إلي نظام »الرجل الواحد»، مؤكدا أن التعديلات المقترحة »ستجعل تركيا في خطر». وذكرت وسائل الإعلام التركية أن جميع مستشاري ووزراء حزب العدالة والتنمية اضطروا لإلغاء كل مشاركاتهم التليفزيونية في الساعات الأخيرة للحملة الانتخابية لتفادي ارتكاب أي هفوة. وأثار الاستفتاء انقساما كبيرا في صفوف الشعب التركي، حيث يقول إردوغان وأنصاره إن هذه التعديلات ضرورية لإصلاح الدستور الحالي الذي كتبه جنرالات في أعقاب انقلاب عسكري عام 1980 ولمواجهة تحديات أمنية وسياسية أمام تركيا، فيما يقول المعارضون إنها خطوة نحو المزيد من الاستبداد في بلد ألقي القبض فيه علي نحو 47 ألف شخص وإقالة 120 ألف شخص بعد الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي. وقالت مصادر أمنية تركية إن مسلحين من الأكراد قتلوا حارسا في هجوم علي سيارة كانت تقل مسئولا من حزب العدالة والتنمية الحاكم في جنوب شرق تركيا عشية الاستفتاء. كما قتل شخصان وأصيب ثالث في تبادل لإطلاق النار بساحة مدرسة بها لجنة اقتراع في ديار بكر جنوب شرق تركيا. وذكر تليفزيون سكاي نيوز أن الاشتباكات وقعت بين مؤيدين ومعارضين لإجراء الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في مدينة ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية جنوب شرقي تركيا. ومنعت السلطات وسائل الإعلام من نشر أي أخبار أو توقعات أو تعليقات حول نتائج الاستفتاء الدستوري، حتي تتمكن من نشر الأخبار والبيانات الصادرة فقط عن اللجنة العليا للانتخابات.