آن للجميع أن يتطهروا من أوزارهم ويسموا الأسماء بمسمياتها، فما حدث في مصر إرهاب أسود لا يري النور لأنه يتحرك بسواد نابع من القلب، فلا يفرق في حصاده بين مسلم ومسيحي، أرجوكم لا تلوموا ديانته لأن أصحاب الديانات مؤمنون موحدون يعلمون جيدا أن الدماء كلها حرام، فمن جعل عيسي يأتي برسالة تحمل في طياتها الأخلاق جعل محمد يأتي بمكارم الأخلاق. ولا تذهبوا بعيدا برمي الإسلام كله واتهام مؤسسة من مؤسساته بأنها مركز للإرهاب. فهل يعقل أن تتهم الكنيسه بشيء ليس فيها لمجرد أن ابناً من أبنائها انحرف عن مسارها ولم يلتزم بتعاليمها. كذلك الأمر في مؤسسة كانت ومازالت منبراً ومنارة للمسلمين من كل أنحاء الدنيا جاءوا لينهلوا من علمها ويبلغوا العالم أن الإسلام هو رمز السلام والمحبة. ومن يدقق في الحدث يعلم جيدا أن العدو أراد أن تتحول مصر إلي بحر من الدماء بمسلميها ومسيحييها لو صحت خطته باستهدافه البابا فتسيل الدماء وتصبح الفتنة ناراً أشعلوها بقتل رمز المسيحية. لكن الله حمانا وكفانا شر الفتنة. وعصم البابا وترك لنا الأحزان علي كل روح أسلمت لبارئها. فنحن في مصر جميعا قلوبنا حزينة تكالبت عليها الأحزان والهموم ولا يفرج القلوب إلا بتوحد الصفوف والوقوف في وجه من يتظاهرون بمحبتنا وهم يضمرون للمصريين الفرقة والدماء. فكلامي لا يحمل في طيه الشعارات الوطنية لأن من كان بوقه ينطق بالوطنية دون أن تنبع من قلبه فاعلم أنه يضمر الغل والحقد لكل أبناء مصر. لذلك هو ينفخ في الرماد ليشعل النار بين الأزهر والكنيسة مع أن الأزهر يفتخر أمام الدنيا كلها بكنيسته لأنها تحمل في قلبها المحبة والأخلاق كما ربت أبناءها علي طهارة القلوب، كذلك الكنيسة تفتخر بأن بلدها يحتضن الأزهر، حامل لواء الوسطية في الإسلام لأنه يؤمن بكل الديانات ويوقرها ويجل أنبياء الله جميعا فلا يعرف الغل ولم يرب أبناءه الدارسين علي ذلك، نحن نحمل الحلم والصفح وحرمة الدم واحترام أهل الكتاب. وللحديث بقية.