للبابا تواضروس كل التقدير والمحبة. هذا الرجل الذي يجسد كل صلابة المصريين في مواجهة الشدة، وكل إيمانهم بوطن لا يعرفه دعاة الإرهاب.. ولكنه يسكن في قلوب المصريين جميعا، مباركا من الله ومن أنبيائه ورسله، ومحروسا بعناية السماء وبتضحيات شعب عرف كيف يصون »المحروسة» من كل شر، عبر كل العصور وأمام كل التحديات. للبابا تواضروس كل التقدير والمحبة، وهو يختزن الألم، ويعتصر الحزن النبيل في شرايين القلب، ويواجه الغضب المشروع بإيمان لا يخالطه الشك، وبوعي كامل بأن مؤامرات الأعداء لا يمكن أن تنجح مع شعب علم الدنيا معني التوحيد وقيمه الإنسانية. وجعل من هذا الوطن عنوانا للتسامح والمحبة علي طول الزمن. للبابا تواضروس كل التقدير والمحبة. وهو يستوعب أعمق ما تمثله الكنيسة المصرية بكل وطنيتها، ويدرك أن من زرعوا الموت في الكنائس لم يكونوا يستهدفون أقباط مصر وحدهم، بل كانوا يستهدفون الوطن كله، ويتوهمون أنهم قادرون علي تحقيق ما عجز عنه كل أعداء مصر الذين حاولوا زرع الفتنة بين أبناء الوطن، فكانت الخيبة هي ما حصدوه من أوهامهم. قبل سنوات كنت في زيارة لقداسة البابا شنودة رحمه الله، في الدير بوادي النطرون. كان الجميع مهموما بأحداث جرت تريد زرع الفتنة بين أبناء الوطن. أثناء الزيارة سمح البابا باستقبال بعض الشباب الذي جاءه ليعبر عن أحزانه وغضبه. استمع الرجل لهم، وبهدوء يستوعب الحزن النبيل قال لهم: إنهم يستهدفون مصر، لكن مصر بمسلميها ومسيحييها لن تسمح لهم بذلك. نفس الموقف نراه في رد البابا تواضروس علي التفجيرات الأخيرة وهو يؤكد أن: »هذه الأعمال الآثمة لن تنال من وحدة هذا الشعب. فالمصريون في خندق واحد» ضد كل محاولات إثارة الفتنة. الجرح واحد. والدم الذي سال اختلطت فيه دماء أبناء مصر من الأقباط بدماء من كانوا يحرسونهم وهم يؤدون الصلاة من المسلمين. المقدم الركايبي والعميد نجوي وباقي شهداء الشرطة من الرجال والنساء الذين دفعوا حياتهم وهم يمنعون الاعتداء علي الكنيسة أن يتحول إلي كارثة أكبر، كانوا جميعا يكتبون - مع إخوانهم المسيحيين الشهداء - سطورا من كتاب الوطنية المصرية القادرة بعون الله ووحدة الشعب - علي قهر المؤامرة كما فعلت علي مر التاريخ.