منذ عهود قدماء المصريين في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، أدرك أجدادنا أن أشجار النخيل منها الذكر ومنها الأنثي، وسموا النخلة الأنثي »نخلة» والذكر »الفحل»، ويتم مع دخول فصل الربيع من كل عام إعلان حالة طوارئ في جميع مزارع أشجار النخيل، في شمال سيناء والذي يعد ثروة الأهالي فيها، و يتوقف نجاح المحصول علي هذه العملية، ويلفت نصار عيد سالم من قرية رابعة ببئر العبد إلي أن هناك اهتماماً بالغاً بأشجار النخيل باعتبار أن البلح مصدر دخل العديد من الأسر ويوفر النخل فرص عمل للشباب والسيدات ويشجع أعمال المنتجات البيئية اليدوية في المنطقة. ويوضح المهندس عبد الله الحجاوي رئيس جمعية حماية البيئة أن التلقيح في النخيل يحدث طبيعيا بواسطة الرياح التي تحمل حبوب اللقاح الجافة الخفيفة من الذكور إلي الإناث القريبة منها، ويراعي في هذه الحالة توفر عدد من النخيل الذكور مساوياً لعدد النخيل الإناث، لذلك يعتبر التلقيح الطبيعي غير اقتصادي، ومن أجل محصول أكبر لابد من زراعة عدد محدود فقط من الذكور للحصول علي حبوب اللقاح ثم إجراء عملية التلقيح يدويا، باستخدام »المطلاع» الذي يقوم به محترف يسمي »طالع النخل» والذي أصبح عملة نادرة حاليا، ويلفت إلي أن الذكور تبدأ في إخراج الشمروخ أو الكوز قبل الإناث، وينتج الفحل الواحد من عشرة إلي عشرين شمروخا، ويختلف العدد باختلاف الصنف وقوة الفحل وتوفر الغذاء، وعندما يتم الشمروخ نموه ونضجه فإنه ينشق طولياً وتبرز عنه الشماريخ الحاملة لحبوب اللقاح، ويشير إلي أن المزارع يختار وقت الضحي كأنسب وقت للتلقيح، حتي يكون الندي قد تبخر بحرارة الشمس، وبالتالي يسهل انتشار حبوب اللقاح.