كما أن لكل فعل رد فعل، فإن لكل ثورة ثورة مضادة. هذا ما ثبت بالتجربة علي مدي التاريخ البشري منذ انسان الكهف حتي انسان الفيس بوك. لا ينكر هذه الحقيقة إلا من كانوا يعانون من الأمية في قراءة الواقع، أو الذين يخافون من أن يتهمهم أحد بأنهم من عناصر الثورة المضادة. وهم - بطبيعة الحال - يناصبون الثورة العداء في السر لتجنب السباحة ضد التيار الجارف الذي يعيد صياغة الحياة. يبدأون دائما بالدفاع عن الثورة. ثم يقولون: لكن... وخلف »لكن« هذه تتواري الأنياب الحادة التي تتأهب لافتراس الحلم الثوري في التغيير. صلة معظمهم بالنظام البائد لا تختلف كثيرا عن الحبل السري الذي يربط الأم بالجنين. إذا انقطع قبل الاوان يموتون سياسيا أو مصالحيا. وهناك من لا يطيق الحياة خارج دائرة الضوء. التليفونات تتوقف عن الرنين. لا أحد يستوقفه، بينما هو يستعد لركوب السيارة، ليطلب منه خدمة ما. علي أن الاخطر دائما هم هؤلاء الذين يرتدون اقنعة الثوار. هؤلاء دائما هم الأخطر.