سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخبراء والسياسيون يقرأون ما بين السطور:خطاب مبارك مناورة فاشلة لاستدرار عطف المصريين سامح سيف اليزل: يثير المشاعر لاقتراب لحظة الحساب
د.أحمد عكاشة: يخدم الثورة المضادة
تحقيق: أحمد الدسوقي أسامة السعيد أمير لاشين مخلص عبدالحي الفتنة.. الثورة المضادة.. تبرئة الذمة.. مفردات أجمعت عليها آراء الخبراء والمحللين السياسيين بعد التسجيل الصوتي للرئيس السابق حسني مبارك علي قناة العربية الفضائية والذي أثار ردود أفعال كثيرة أجمعت علي ان الهدف من الخطاب هو كسب تعاطف المصريين واللعب علي وتر المشاعر كعادة الرئيس السابق في خطاباته كذلك »غسيل ذنوبه« من الاتهامات الموجهة إليه مؤكدين ان مبارك من خلال خطابه لا يزال متقمصا دور الرئيس الذي بيده القرار. وطالب الخبراء بالاسراع في محاكمة مبارك بتهمة الفساد السياسي والاخلاقي قبل المالي لانه المسئول عن اهدار كرامة المصريين مطالبين بضبط النفس لان الخطاب يخدم الثورة المضادة وهدفه إحداث فتنة بين الشعب والجيش. في البداية يؤكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني الاستراتيجي كنت أود ان استمع في بداية كلمة الرئيس السابق مبارك إلي اعتذارين قبل الحديث في موضوعاته الشخصية.. الاعتذار الأول يوجهه إلي الشعب المصري عن أي تجاوزات قد تمت في الفترة من بداية حكمه وحتي يوم 52 يناير والاعتذار الثاني يوجهه إلي الشعب والثوار وأهالي الشهداء الذين سقطوا منذ اندلاع الثورة وحتي تنازله عن الحكم ثم بعد ذلك يبدأ في الكلام عن قضيته الشخصية. وعن مغزي توقيت اذاعة التسجيل قال سيف اليزل ان الخطاب رسالة تهدف إلي كسب تعاطف الشعب وجهات التحقيق بعد ان قررت الجهات القضائية البدء في التحقيق مع جمال مبارك وبالتالي فهذا مؤشر لاحتمال بدء التحقيق مع باقي أفراد أسرته ومعه هو شخصيا. ويضيف اللواء سيف اليزل: لا أتوقع ان يؤدي الخطاب إلي نزول المتعاطفين معه إلي الشارع واتمني ألا يأخذ الأمر أكبر من حجمه وان يتم وضع هذا الخطاب في إطاره فهو يحاول تحسين صورته وصورة أسرته ويجب ان يعي الجميع هذا وألا نتسرع في ردود أفعالنا تجاه الخطاب. رد الاتهامات من جانبه أشار اللواء حسام سويلم المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة ان خطاب الرئيس السابق في احدي القنوات العربية ليس له دلالة سوي انه يريد الرد علي الاتهامات التي وجهها له الشعب وليبرئ ساحته من التهم الموجهة إليه، وذلك وفقا لصحيفة الاتهام الخاص به والتي تم عرضها في المحاكمة الشعبية التي تتم في ميدان التحرير، ونفي ان يكون هذا الخطاب هدفه اثارة الفتنة والقلاقل بين الشعب والجيش، لان المجلس الأعلي للقوات المسلحة أكد قبل ذلك انه سيتم التحقيق معه وفي حالة ادانته سيتم تقديمه للمحاكمة أمام قضاء مدني، وان القوات المسلحة لم توجه لمبارك أية اتهامات بعينها. محاولة فاشلة واعتبر د.حمدي حسن القيادي بجماعة الإخوان المسلمين التسجيل الصوتي للرئيس مبارك محاولة فاشلة لاستدرار عطف الشعب المصري والافلات من مطالب محاكمة الرئيس السابق وأسرته.. كما يعتبر محاولة مرفوضة للتهرب من مسئوليته عن جرائم لا تقل خطورة، بل تزيد، وفي مقدمتها جريمة قتل مئات الشهداء في أحداث ثورة 52 يناير، اضافة إلي مسئوليته عن السياسات الفاسدة، التي أدخلت مصر في عهده واحدة من اسوأ وأسود الحقب في تاريخها القديم والحديث. اللجوء للقضاء أما أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري، فيري ان الرئيس السابق حسني مبارك استخدم احدي الادوات التي يتيحها له القانون، مشيرا إلي ان مبارك في تسجيله الصوتي قصر الحديث علي ما يوجه إليه من اتهامات تتعلق بذمته المالية هو امر مفهوم، لأن ذلك يمسه واسرته بشكل مباشر، اما بقية الاتهامات السياسية، فبالطبع الرئيس السابق يعلم انه يتحمل المسئولية السياسية والمعنوية عن كل ما اتخذ من قرارات في عهده، فهو الذي يشكل الحكومة ويتابع اداءها، وبالتالي فلا مفر من تحمله المسئولية بشأنها. ثورة مضادة من جانبه يري الدكتور أحمد عكاشة الخبير النفسي البارز ان الخطاب الأخير للرئيس المخلوع مبارك يأتي في إطار الثورة المضادة التي تسعي إلي القضاء علي مكتسبات الثورة وظهرت محاولاتها من قبل في معركة الجمل واحداث الوقيعة بين الشعب والجيش مشيرا إلي ان الخطاب مدبر وتمت كتابته بطريقة تهدف إلي اكتساب تعاطف المصريين معتمدا علي طبيعة شخصيتهم التي تتأثر بكلمات واحيانا ما تنسي الاساءة. ويطالب الخبير النفسي بمحاكمة مبارك ليس فقط بتهمة نهب ثروات مصر والمسئولية عن الوضع السياسي والاقتصادي المتدهور وشيوع الفقر والامية بل يجب ان تتضمن المساءلة اهداره لكرامة المصريين وافساد اخلاقياتهم طيلة 03 عاما تفريق الشعب يحذر الدكتور صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة من تداعيات هذا الخطاب علي المجتمع قائلا: يجب ان نتريث في ردود أفعالنا، ويجب ألا ننساق وراء العاطفة، ويعتبر استاذ الاعلام ان هذا الخطاب هو شكل من أشكال الاستمالات الاقناعية في التوجه نحو الثورة المضادة واحذر ائتلاف الثورة من هذا الخطاب الذي يهدف في الاساس إلي التفريق بين أبناء الشعب، خاصة في هذا التوقيت الذي زادت فيه حدة التطلعات بمحاكمة مبارك وأفراد عائلته، وأتوقع ان يخرج بعد هذا الخطاب بعض الداعين لعدم المحاكمة الأمر الذي يجعل هناك تصادما بين أبناء الشعب الواحد. يشير استاذ الاعلام ان هذا البيان جاء متأخرا، فلماذا صمت طوال شهرين تجاه هذه الاتهامات التي أصبحت الآن موضع بحث وتحقيق، فلماذا لم يخرج منذ البداية ليفند هذه الاتهامات وينفيها، كما انه أخطأ خطأ كبيرا عندما خرج ليخاطب شعبه من احدي القنوات العربية غير المصرية، كما انه كان لابد ان يرد علي هذه الاتهامات في أحد خطبه علي كل هذه الاتهامات التي باتت مؤكدة بأدلة وشواهد كثيرة تؤكد حجم الفساد الذي حدث في عهده مثل حسابات مكتبة الاسكندرية وحساباته الخاصة في البترول.