تيسير الزواج وتوفير العمل للشباب للقضاء علي الظاهرة »أزمة حقيقية يعانيها المجتمع تتمثل في الفقر الأخلاقي الذي أصبح من أكبر مشاكلنا ومن أبرز مظاهره ظاهرة التحرش الجنسي الجماعي الذي نسمع أخباره وتطالعنا مشاهده المفزعة كثيرا وكانت آخر الجرائم ما حدث في مدينة الزقازيق من تحرش بإحدي الفتيات واحتجازها في مقهي حتي جاءت الشرطة وخلصتها من مئات الشباب الذين تجمعوا أمام أبوابه». وحول أسباب الظاهرة وسبل علاجها استطلعنا رأي عدد من رجال الدين والمختصين.. في البداية أرجع د. عبد الحليم منصور وكيل كلية الشريعة والقانون انتشار الظاهرة إلي غياب الوازع الديني لدي كثيرين من أفراد المجتمع، والفراغ الذي يعاني منه كثير من الشباب، وانتشار البطالة وعدم الاحتشام من بعض الفتيات، بالإضافة إلي غياب دور الأسرة في التربية والتوجيه، وتعليم الأطفال منذ نعومة أظفارهم السلوك الصواب، وغياب دور المدرسة في تعليم الشباب الأخلاق الفاضلة، بالإضافة الي انتشار المواقع الإباحية عبر المواقع الالكترونية المختلفة، وأيضا تقاعس الخطاب الديني لدي كثير من الخطباء والدعاة عن الوصول إلي عقول وقلوب الشباب، وعدم وجود برامج في وسائل الإعلام المختلفة لمعالجة هذه الظاهرة، والأهم من ذلك تقاعس كثيرمن الفتيات اللائي يتعرض لهذه الجريمة عن اتهام الشباب خوفا من العار والفضيحة، وأخيرا ضعف سيف القانون، فالعقوبة تهدف دوما إلي تحقيق الردع الخاص للجاني بحيث لا يعاود ارتكاب هذا السلوك مرة أخري، والردع العام لباقي أفراد المجتمع بحيث لا يقترف أحد منهم هذا السلوك وإلا حاق به ما حاق بهذا الجاني من العقاب . كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت ظاهرة التحرش الجنسي تتنامي وتكبر يوما بعد يوم . العلاج ويوضح أن العلاج الناجع لهذه الظاهرة يكمن في عدة أمور أساسية منها: إرساء الأخلاق الفاضلة والعمل علي تعميقها في نفوس الشباب من خلال دور التعليم المختلفة، المدرسة، والجامعة، والمسجد، والكنيسة، ومن خلال وسائل الإعلام، ومن خلال البرامج التليفزيونية، ومن خلال الأعمال الدرامية، فالأخلاق الفاضلة غاية عظمي جاء الإسلام ليؤصل لها في نفوس جميع المسلمين، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام :» إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فهذا هو خط الدفاع الأول للقضاء علي ظاهرة التحرش الجنسي .ويطالب بتشديد العقاب علي من يرتكب هذا السلوك، ويتضاعف العقاب في حال العود وتكرار الفعل، لأن هذا من قبيل الإفساد في الأرض، ويجوز لولي الأمر أن يطبق علي مرتكب هذه الجريمة حد الحرابة في حال تكراره لها، إلي جانب قيام دور التربية المختلفة بدورها المنوط بها، مع ضرورة العمل علي استغلال الطاقات المكبوتة لدي الشباب بتوفير فرص عمل مناسبة لهم، حتي يستغل الشباب طاقاتهم وقدراتهم في أعمال نافعة تعود عليهم وعلي الدولة بالنفع. وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع إن التحرش الجنسي هو عبارة عن طاقة سلبية لم توجه في الاتجاه الصحيح فيحاول الشباب تفريغها في صورة تصرفات عشوائية وسلوك منحرف من شباب يشعر بالملل والإحباط وهذا السلوك يزداد في الإجازات ؛ لأنهم يتجمعون بشكل عشوائي ويجمعهم الرغبة في الانتقام من المجتمع الذي حرمهم من الفرص في الزواج والعمل اللائق، ولو كان هؤلاء الشباب يمارسون أي نوع من أنواع الرياضة أو المشاركة في النشاطات الثقافية لوجدوا ما يفرغون فيه طاقتهم. ويؤكد د. علي محمد الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر أن زيادة العري وضعف الوازع الديني وعدم المبالاة بالحلال والحرام من أسباب انتشار الأمر خاصة في وجود وسائل الإعلام وخاصة الأفلام الهابطة التي تسهم في انتشار التحرش وتعلم طرقه، بل أصبح الرجل يسير في الطريق وهو محتشم ولا يظهر منه إلا الوجه والكفان، والبنت أو المرأة تسير بجوار زوجها أو والدها وتظهر منها العورات. وقال إن التعليم من أسباب الظاهرة بعد ان تم تهميش مادة التربية الدينية ومادة القيم الأخلاقية ، وغياب القدوة في دور التعليم، وهناك الكثير من نصوص الكتاب المقدس تدل علي وجوب التعفف وعدم إطلاق البصر مع انتشار المخدرات ومشتقاتها. ويوضح أن الحل يكمن في تفعيل الوازع الديني وتكثيف المحاضرات واللقاءات في مراكز الشباب والمساجد والمدارس والجامعات والتربية الصحيحة. ودعا للعمل علي تيسير الزواج للشباب عن طريق توفير فرص عمل لهم وعدم المغالاة في المهور، كما دعا لتفعيل مبادرة الراحل الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بأصول الدين القاهرة، وكان أطلق حملة بعنوان الحياء، قال - رحمه الله تعالي - إن لغة » الحياء» أصبحت بعيدة تمامًا عن اجتماعاتنا حتي إننا نجد فتياتنا، إلا من رحم ربي، في بعض الجامعات سواء كانت المصرية أو العربية، غير محتشمات، بل يتباهين بملابس بعيدة كل البعد عن الاحتشام.