ما الشروط التي ينبغي أن تتوافر فيمن يرعي اليتيم؟ سؤال يطرح نفسه وقد اقبل علينا يوم اليتيم وعرض لنا من فترة ليست بالبعيدة ما يتعرض له الايتام في بعض مؤسسات رعايتهم من قسوة وعنف ومعاملات غير انسانية. يقول الشيخ محمود عاشور من علماء الازهر الشريف: رعاية الايتام واجب ديني ووطني علي المجتمع افرادا وجماعات ومؤسسات كل حسب طاقته وفي دور الايتام من المشاكل التي يتعرض لها الاطفال مثل الاساءة والاهمال من القائمين علي رعايتهم من المشرفين أو الامهات البديلات رغم عظم اجر ما يقومون به، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : ان اليتيم اذا بكي اهتز لبكائه عرش الرحمن فيقول الله تعالي لملائكته من ذا الذي ابكي هذا اليتيم الذي غيبت اباه في التراب؟ فتقول الملائكة : ربنا أعلم، فيقول الله تعالي لملائكته يا ملائكتي اشهدوا ان من اسكته وارضاه انا ارضيه يوم القيامة ولذلك دعت هذه الشرائع لجعل الولاية كضمان لحفظ حقوقه ورعايته حتي يصبح عنصرا ايجابيا في المجتمع بعد ثبوت رشده فيقوم بالعناية به القادر علي تربيته الامين علي اخلاقه وحقوقه فلا رعاية لفاسق لا يبالي بمصلحة الصغير واحواله النفسية ويتسبب في تعرضه لعنف بدني أو لفظي. ويضيف الشيخ عاشور ان القرآن الكريم يجعل الاعتداء علي نفسية اليتيم ضربا من ضروب التكذيب بالدين، وكان الرسول قدوة في ذلك فكان يضم الايتام اليه ويجعلهم كأبنائه ومن يعول من اسرته كما فعل باولاد أبي سلمة رضي الله عنه.. ويؤكد الشيخ عاشور ان اليتيم اذا نال حظه من التربية السليمة في صغره انبعثت ثمارها في غده علي مجتمعه وليس من مظاهر اكرام اليتيم تدليله فقط لحرمانه واحتياجه ولكن تأديبه مع رعايته. ويقول الشيخ منصور عبيد الرفاعي من علماء الازهر: لليتيم علي وليه خاصة امه حق عظيم فتصبر علي تربيته ولا تتزوج اذا لم يكن هناك الشخص المناسب الذي يتقي الله فيه. من هنا لابد لأم اليتيم أو الولي الذي يتولي رعايته بعد فقد احد ابويه ان يربيه التربية الصحيحة فيكون الحنان والعطف متوازنا فلا افراط ولا تفريط فهؤلاء امهات الائمة الكبار امثال الشافعي وأبن حنبل رضي الله عنهما قامت امهاتهما بعد فقد الاب برعايتهما وتذليل الصعاب لهما.. وهذا الكلام ليس موجها لام اليتيم فقط بل ايضا لعمه وخاله وجده واقاربه فلا يبخل احد عليه بالرعاية النفسية والصحية والمال وقد ذكر لنا التاريخ الاسلامي أولياء لايتام فكانوا نعم الاولياء فقد كان البعض منهم يسكن في كوخ ويبني لابن اخيه بيتا ويقول معللا : ذلك شمس تشرق وانا شمس تغرب والاشراق احق بالرعاية من الغروب. ويضيف ايضا: اهل الصلاح من منطقة اليتيم التي يقيم فيها لا يعفون من المسئولية وخاصة امام المسجد لابد لهم من المشاركة والرعاية لانه امانة في يد المجتمع. وحول مسئولية الدولة والمجتمع لعلاج بعض اوجه التقصير مع الايتام في دور رعايتهم يقول د. محمد أبو رحاب كبير أئمة بوزارة الاوقاف : ينبغي ان تكون الدولة حاضرة بقوة في دور رعاية الايتام بتقييم أداء هذه المؤسسات دوريا والمراقبة الدائمة علي تصرفات المشرفين والامهات البديلات ووجود منهجية لبناء قدراتهم إلي جانب مساهمة مؤسسات الدولة الاخري في بناء شخصية اليتيم ليكون لبنة قوية في بناء الامة ويضيف د. أبو رحاب ان اليتيم يحتاج إلي ما يبنيه بدنيا من مأكل ومشرب ومأوي وملبس. وحول الشروط الواجبة في اختيار الامهات البديلات في دور الايتام تقول الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع يجب ان تكون شخصيتها معطاءة حنونة لا تنظر المقابل المادي وتتواجد بصفة دائمة مع الاطفال لما يسببه تعاقب الامهات البديلات علي الاطفال من خطورة لاصابتهم باضطرابات نفسية تنشأ من القلق الذي يشعر به الاطفال من ان كل شخص يقترب منهم قد يتركهم.