البطء في العدالة هو الجريمة المستمرة!! أقرأ كثيرا في الشعر.. ومن بين ما قرأت هذا البيت من الشعر للشاعر الكبير عبدالرحمن الشرقاوي والذي يقول فيه: »نحن الذين يموت أفضلنا ليحيا الآخرون«!! وأجد أن هذا القول ضد الفطرة البشرية لماذا؟ لأن البقاء للأصلح.. إلا إذا كان الأصلح يموت دفاعا عن الأوطان وهؤلاء هم المجاهدون.. الذين أرادوا أن يكتب لهم شرف الاستشهاد في سبيل الوطن والعقيدة الإسلامية والدفاع عن كل ما هو نبيل وكريم في الحياة، وهل يدافع عن الوطن والشرف والكرامة والعرض والأرض إلا أشراف القوم!! ولأن الحياة الكريمة لا يطلبها إلا الكريم.. أما الآخرون فهم الضعفاء، وهؤلاء الآخرون من المجرمين والإرهابيين واللصوص والذين يرتكبون كبائر الأثم والفواحش، يستحقون القصاص بما فعلوا وارتكبت أيديهم من ترويع المجتمع الآمن.. وقال الشاعر الكبير أيضا في هذا السياق: نحن الذين ظهورهم كصدورهم مكشوفة للطغاة!! ولا يمكن ان نتساهل مع الطاغين في الظهور والصدور!! لابد من تحقيق العدل الذي يتمناه »المواطنون« لذلك فالتراخي في إنزال العقاب العادل علي المفسدين في الأرض يعني أن الجريمة مستمرة.. فالذين سرقوا ونهبوا أموال الغلابة وهربوا إلي الخارج بأموالهم.. والذين يحاكمون الآن.. هؤلاء لايستحقون الحياة، حتي يموت أفضلنا ليحيا هؤلاء.. ولابد أن يكون القصاص سريعا حتي لا يتحولون إلي سكين في قلب الوطن.. ولأن هذا التراخي يتنافي مع شرع الله تبارك وتعالي الذي شرعه لعباده في محكم التنزيل في القرآن الكريم الذي لم يفرط الله تبارك وتعالي فيه من شئ، والذي شرع لنا العقاب أو القصاص الذي فيه الحياة.. يقول سبحانه وتعالي: »ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب«.. صدق الله العظيم. والذي يدعوني إلي هذا الكلام هو الرغبة في سرعة إعلان القصاص من هؤلاء الذين أجرموا في حق الوطن وسرقوه ونهبوه وحولوا أعزة أهله أذلة.. لا سامحهم الله!! وذلك لأن البطء في العدالة هو الجريمة المستمرة ولكن الشاعر الجميل عبدالرحمن الشرقاوي مالبث أن أكد الأمل الذي تهفو إليه نفوس الكرام من أهل الوطن وقال رحمه الله: مهما تداهمنا الحوادث فالأمل سيظل موجودا في الحطام!! وسيقبل الزمن السعيد وسترتع الحملان آمنة علي صدر الحقول »رب اجعل هذا البلد آمناً«!! مرحباً بالربيع الاثنين: سأحاول في هذه السطور أن أحسن الظن بالربيع.. وأحاول نسيان أعاصيره الصغيرة التي تهب علينا ثم تموت.. سأحاول أن يظل الربيع جميلا بالأمل.. مثلما أري هذا الكون جميلا في هذا الصباح الذي أطل عليه من نافذة الحلم.. وأري كل هذا المدي أبيض.. والأشجار تنبت الأخضرار في عرس الطبيعة يوم قدوم الربيع.. كل هذا المدي أبيض.. وأنا في الصباح انتظر الشمس التي تزيل بالضوء الضباب، وتخلع الطبيعة ملابس الليل الثقيلة وكل أردية الشتاء لتقول للربيع مرحبا تقولها الطبيعة في حب وترتدي الحقول وأشجار الحدائق كل ما هو أخضر وملون، فالشتاء بالأمس مضي وبدأت أيام الربيع وبقلب أخضر أقول: مرحبا بالربيع!! الحب في القلب هو الربيع، وعندما يزهو القلب بالحب.. تصبح كل حدائق الربيع عندي.. رأيت قدوم الربيع في سويسرا ووقفت علي ضفاف البحيرة في جنيف.. وشاهدت أزهار الأشجار، وقد أخذت ألوانها من كل ألوان الطيف.. وتذوب بعض ثلوج قمة »مونبلان« واتخيلها مواكب فرح هادر.. جاء كشلال أبيض ليقدم التهنئة للربيع.. القلب ماء الحياة من الحب ويصبح كل الندي في هذا المدي عندي.. وأحتضن كل أشجار الدنيا في قلبي.. وترحل كل موجات البحر بالحب لتهدأ أو تصخب عند القلب، ومرحبا بالحب يزور القلب كأنه الربيع!!