منذ بداية مشواره مع عالم الفن.. وهو مثال للالتزام والاحترام.. والدقة في مواعيد حضوره الي موقع التصوير.. صراحته وصدقة دائماً ما كانت تضعه في مشاكل مع اخرين لم يعرفوا الا الفوضي.. فهذا ليس بغريب علي الفنان هشام سليم.. الذي نشأ منذ طفولته مع أب زرع فيه كل تلك القيم والمبادئ التي كونت منه تلك الشخصية هو المايسترو صالح سليم. كان هشام يستعد قبل ثورة 52 يناير.. لتصوير مسلسل »أهل المكس« ولكن تأجل المشروع بعد الثورة للمشاكل التي تعاني منها الدراما بسبب التسويق.. ورغم ذلك اختار أن يجلس في بيته ليتابع الاحداث التي تمر بها مصر الآن.. بعد ان رفض اكثر من عمل لجهات الانتاج تطالبه فيها بتخفيض اجره.. لذلك كان الحوار مع هشام سليم الفن فيه علي الهامش!! لماذا رفضت تخفيض أجرك؟ لاني لم أحصل علي أجور خيالية.. وما وصلت اليه من قيمة لأجري جاء بعد سنوات طويلة من العمل بعيداً عن الحسابات الاخري التي أوصلت عددا من النجوم لارقام فلكية لا يصدقها عقل. ولكن هناك اخرين خفضوا أجورهم؟ لن أكون منهم لأن هناك مثلاً مسلسلا تكلفته 06 مليون جنيه ويحصل بطله عادل إمام علي نصف الميزانية كأجر وكان من الممكن انتاج ثلاث مسلسلات هادفة بنفس قيمة مسلسل واحد لتغطية العجز الذي يتحدثون عنه. ما رأيك في اتجاه صناع عدد من المسلسلات لادخال تعديلات علي العمل لمواكبة احداث ثورة 52 يناير؟ ما يحدث خطأ ومحاولة لركوب الموجة بطريقة القص واللزق.. ولوي ذراع للدراما ارفض المشاركة فيه.. فهل يعقل أن اعمالا كان من المقرر تصويرها منذ شهرين ولكن تأجلت لحين إدخال تعديلات عليها. هل الفن يؤرخ للمجتمع.. كما يرد بعض النجوم حالياً بأن أعمالهم قامت بهذا الدور؟ الفن الجاد والمحترم وليس الهلس ومغازلة شباك التذاكر بأعمال هابطة.. والحكم علي الاعمال التي تؤرج للمجتمع يكون من جانب النقاد وليس اصحابها.. والا قلت بأنني أو واحد تنبأ بالثورة عندما شاركت في فيلم »أمبراطورية ميم« الذي تحد عن الديمقراطية. أين هشام سليم من ثورة 52 يناير؟ تفاعلت معها مثل ملايين المصريين واشعر بالخوف علي البلد لحين انتهاء مرحلة التطهير وتسليمها للمدنيين بعد أن تكون القوات المسلحة عملت اللي عليها وأنهت علي رؤوس الفساد التي مازالت موجودة في جميع الوزرات من أعلي الي اسفل مما يذكرني بمقولة بواب العمارة.. بأنه عندما ينظف السلم يبدأ من اعلي إلي اسفل. كيف يري هشام سليم اخلاق الشارع المصري الآن؟ مثل كل الناس.. والامر يحتاج الي مزيد من الاهتمام بالاخلاق والذوق بين الجميع لان الاخلاق الفاسدة وصلت للجميع وهذا نتاج طبيعي ل 06 عاماً لم نهتم فيها بفكر وعقل الانسان المصري.. حيث اشعر بالحزن الشديد عندما اشاهد دكاترة علي الفضائيات يتحاورون بصوت عال وفي نهاية الحلقة عندما يمد أحدهم يده للآخر للسلام عليه يرفض وكأنهم في خناقة.. ولم يلتفت احد الي اخلاق المصريين اثناء الثورة التي كانت مثالاً لابد أن يستمر ونحافظ عليه والإعلام عليه دور ومسئولية كبيرة في هذا المجال. ماذا عن الذين يحاولون استغلال الثورة لتحقيق مطالب خاصة بهم؟ للاسف هناك من يستغل الثورة بطريقة خاطئة والسؤال عن ذلك هي عدم قدرة العقل المصري علي التنظيم والتفكير بوعي بعد أن أهملناه منذ سنوات طويلة.. فكانت النتيجة انه في عز الثورة ظهر ناس عايزة ترفع مرتباتها وتعمل إضرابات دون ان يفكروا في بكرة لأن لو استمر الوضع بهذه الطريقة مش حنلاقي ناكل. لكن الفوضي ليست وليدة اليوم؟ فعلاً كلام سليم.. والذي يؤكد ذلك هو ظاهرة »التوك توك« نفسي اشاهد المسئول عن دخوله مصر.. ليحاكم.. فوراً علي عدد الجرائم التي ارتكبت من اغتصاب وقتل وسرقة. في النهاية طلب هشام سليم.. مناشدة المسئولين في كافة الوزارات والقائمين علي حماية هذه البلد.. بالاهتمام بالاجيال القادمة في مجال التربية والاخلاق لان الاهم الان هو حمايتهم وابعادهم عن تضخيم النماذج السلبية لان من غير المعقول ان يهتم الإعلان بمطرب تهرب من اداء الخدمة العسكرية وتحول الي نجم.. فالافضل هو الاهتمام بنماذج محترمة تكون قدوة حقيقية للأجيال التي تنبهر وتتأثر بسلوك النجوم ليس في الفن فقط ولكن في كافة المجالات العلمية والسياسية والإقتصادية .كما ناشد القائمين علي الإعلام في مبني ماسبيرو بإعادة تصحيح أوضاع كانت خاطئة.