في قمة عمان، رفع السفير احمد ابو الغيط، الغطاء عن المستور المقلق، حين أشار الي خطورة من وصفهم بالطيور الجارحة التي تحوم حول منطقتنا، تريد أن تنهش الجسد العربي، وتضع العرب فى تناقض بين بعضهم البعض، وأظنه كان يلمح الي اسرائيل وايران، فالأولي صدقت حكومتها قبل ساعات فقط من كتابة هذه السطورعلى قرار بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عاما، والاستيلاء على ما يقارب 977 دونما من الأراضي الفلسطينية جنوب نابلس بشمال الضفة الغربيةالمحتلة وتحويلها إلى أراض حكومية، وكأن تل ابيب ترد عمليا علي قمة العرب الاخيرة. اما عن الثانية، فنظامها كان، ولايزال، يشكل مصدرقلق وتوتر للمنطقة، باستمرار احتلاله للجزر الاماراتية الثلاث من ناحية، ثم نشره و تغذيته للصراعات الطائفية وتفتيت المجتمعات في المنطقة العربية بالتدخل في شئونها من ناحية اخري. لذا،فأن يقول العاهل الاردني ان القمة نجحت، فله ذلك، لكن ليأذن لي ان اضيف:" علي الورق"،أو من حيث الحضوروالمشاركة، أما عن التحديات، واصرار لسان القمة، علي مواجتها بالتعاون والعمل العربي المشترك، فهو ما يحتاج الي دليل، خاصة في ظل القرار الاسرائيلي الأخير، بل علي صعيد مستقبل القضية الفلسطينية برمتها، في ظل تهديد واشنطن بنقل سفارتها من تل ابيب الي القدس مثلا، والسعي الصهيوني لتهويدها، وفي ظل الاحتفال البريطاني الموعود بالذكري المئوية لوعد بلفور. وفي ظل ..وفي ظل..وفي ظل ما لا يحصي عده من تربص بحق الشعب الفلسطيني في وطنه، بحيل الاستيطان المتلاحقة. صحيح ان اعلان عمان، وعد بدعم محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، لكنه اشترط توافر ماوصفه ب المرونة الاسرائيلية، فمن يضمن؟ صحيح ان ابوالغيط دعا الي عدم نقل الدول سفاراتها الي القدس، لكن من يضمن مردود الاستجابة؟ وصحيح ان القادة العرب ابدوا استعدادا لتحقيق مصالحة تاريخية مع إسرائيل، مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، لكن لمن يتحدثون؟ الشيء الوحيد الذي جد علي قمة عمان، ويبعث علي التفاؤل، ربما هو لقاء الرئيس والملك سلمان علي هامشها، فيما عدا ذلك يظل المأزق العربي قائما،حتي اشعار آخر!! [email protected]