احداث ساخنة، شهدتها المنطقة مؤخرا ولازالت، تهدد استقرارها، وقد تدفع بسلبية نتائجها الي المزيد من التوتر والارهاب، بما استدعت الحاجة معها، لعقد أكثر من خلوة تشاورية - اذا جاز التعبير- دولية واقليمية وعربية، لوضع النقاط فوق الحروف، حيال التعامل مع التحديات الجديدة القريبة، والبعيدة القديمة. منتصف يناير الماضي، عقدت اول "خلوة" بباريس، شارك فيها ممثلو 70 دولة، لهدفين لا ثالث لهما، الاول للتصدي لاستمرار بناء المستوطنات الاسرائيليية علي الاراضي الفلسطينية المحتلة، بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية ، بينما الثاني لمواجهة اعلان الرئيس الاميركي – المنتخب وقتها- دونالد ترامب، نقل سفارة واشنطن من تل ابيب الي القدسالشرقية. صحيح ان مصادقة السلطات الإسرائيلية مؤخرا، علي بناء 566 وحدة استيطانية بالقدسالمحتلة، اجهزت تماما علي مساعي مؤتمر باريس نحو التوصل الي تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، غير ان الصدمة الحقيقية التي اصابت دول المنطقة، لم تكن في اصدار الرئيس الامريكي في 27يناير الماضي امرا تنفيذيا بمنع دخول مواطني سبع دول اسلامية الي الولاياتالمتحدة فقط، انما أيضا في صور واشكال التنديد بقرار واشنطن،و كيفية التعامل مع تداعياته، اوحتي رفضه. فبينما أعربت منظمة التعاون الاسلامي عن قلقها ازاء القرار وتداعياته علي الدول السبعة الاعضاء بها، مشددة في اجتماعها الاخير علي ضرورة إعادة النظر بشانه، حتي لا تطال ردة فعله السيئة اللاجئين، والأشخاص الهاربين من جحيم الحرب والاضطهاد، بما قد يؤدي الي تصعيد خطاب التطرف، نددت طهران في المقابل وهددت، باتخاذ ما اسمته ب إجراءات مماثلة للرد علي ترامب وقراره. لم يكن سبب الوعيد الايراني الاخير، أن دولة فارس كانت من بين الدول السبعة التي شملها القرارالامريكي، إنما كذلك لاعتبارات أخرى، ترتبط برؤية طهران لمدى تأثيره على الاتفاق النووي من ناحية، ثم على التوازنات السياسية الداخلية من ناحية اخري، خاصة أن بعض الاتجاهات داخل إيران، تري أن هذا الأمر التنفيذي يمثل انتهاكًا للاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران ومجموعة "5+1" في يوليو 2015، والذي ينص، وفقًا لهذه الاتجاهات، على ألا تكون التصرفات عدائية بين الطرفين، بل تعتمد علي الحوار والتفاوض. البقية غدا باذن الله [email protected]