يبدو ان مساعي مؤتمر باريس، نحو التوصل إلي تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، باءت بالفشل، علي خلفية مصادقة السلطات الإسرائيلية مؤخرا على بناء 566 وحده استيطانية بمدينة القدسالمحتلة. ظن الفرنسيون في مؤتمر الرابع عشر من يناير الجاري، ذلك الذي حشدوا لأجله وفود 70 دولة من بينها مصر، وحمل اسم السلام في الشرق الاوسط، أنهم قطعوا خط الرجعة علي الرئيس- المنتخب وقتها - دونالد ترمب، ومنعوا ادارته الجديدة من التسرّع في اتخاذ موقف مؤيد ل نتانياهو، يكون من شأنه اغراق ما بقي من عملية السلام، خاصة وان البيان الختامي للمؤتمر، اكد علي ضرورة وقف الاستيطان الاسرائيلي ، وحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وعلي الرغم من تأكيد الرئيس محمود عباس- وقتها- علي ان تعهد ترمب بنقل سقارة واشنطن الي القدس من شأنه ان يدفع الفلسطينيين للتراجع عن الاعتراف بدولة إسرائيل، غير ان نيتانياهو كما تابعنا، سخر من المؤتمر ووصفه وقتها ب الخدعة، وأنه عقيم لن يأتي بجديد! وعلي الرغم كذلك من ان مؤتمر باريس، جاء بعد أن تبنى مجلس الأمن في ديسمبر الماضي ولأول مرة منذ عام 1979، قرارا بوقف الاستيطان الإسرائيلي، دون ان تلجأ إدارة الرئيس السابق أوباما إلى الفيتو، غير انه بات واضحا أن المؤتمر الاخير، عجز بالفعل عن تحريك عملية السلام، وفشل كذلك في تقريب وجهات النظر بين الخصوم، ولم يتمكن من جمع طرفي الصراع علي هامشه كما يحدث عادة في مثل هذه المؤتمرات حين تخلص النوايا، خاصة وانهما الاساس في مبادرة المؤتمر وغايته. السلام في الشرق الاوسط اصبح جديا علي المحك، وقرار بناء المستوطنات الاخير خير شاهد، وإن ادانه العالم بما فيه مصر ، ولن تفيد معه توصيات مؤتمر باريس، خاصة وأن أحد الطرفين الأساسيين الذين شاركوا في فعالياته، وهو اوباما، غير موجود في المرحلة الآنية، ومن ثم، فلن يشارك في صياغة السياسات الدولية والشرق الاوسط تحديدا، وسيلحق به قريبا، الرئيس الفرنسي أولاند، بعد اعلانه، انه سيكتفي بولايته الأولى فقط، ليرقد السلام هانئا، في نعش المستوطنات، والي حين!! [email protected]