مشهد جنائزي مهيب غير مسبوق ولمسة وفاء عظيمة للمعلم المخلص، حرص فيه المئات من المدرسين وطلبة وطالبات مدرسة إعدادية بإحدي قري الشرقية علي وداع ناظرهم السابق إلي مثواه الاخير، حيث اصطفوا علي جانبي الطريق من منزله وحتي مقابر القرية، وردد الجميع الآيات القرآنية رافعين أيديهم إلي الله بالدعاء له بالرحمة وأن يسكنه فسيح جناته جزاء علي إخلاصه وصدقه وتفانيه في عمله سواء كمعلم لمادة لرياضيات أو في قيادة المدرسة. كان الكل في مدرسة شنبارة الميمونة الاعدادية المشتركة التابعة لادارة غرب الزقازيق التعليمية مشغولا بالاعداد للاحتفالية الكبري بعيد الام التي كان مقررا لها أن تتم عقب انتهاء اليوم الدراسي، ومراجعة الفقرات الفنية التي سيشملها هذا الحفل، وقبل بداية الحفل بدقائق قليلة سمع الجميع صوت مكبر الصوت الذي كانت تحمله سيارة تطوف بشوارع القرية، وهي تعلن عن وفاة المعلم والمربي عطية عبد اللطيف هاشم البالغ عمره 66عاما، والذي كان معلما ثم مديرا للمدرسة. وأصاب الصمت الجميع، وخيم الحزن علي الوجوه، فيما انخرط معظمهم في نوبة من البكاء علي فراق المعلم المخلص الذي غرس في عقولهم العلم وفي نفوسهم مبادئ الاحترام بين المعلم وتلاميذه، كما أخلص في أداء واجبه نحوهم ولم يبخل عليهم بعلمه ووقته وكان بمثابة الأب للجميع.. ونسي الجميع ذلك الحفل الذي كانوا ينتظرونه وقضوا اياما في الاعداد له، وكان القرار الذي حاز علي رضا الجميع بلا استثناء بالغاء الاحتفالية، ثم الوقوف دقيقة حدادا علي روح معلمهم الراحل الذي افني حياته لخدمة العلم والتعليم، وأدي رسالته بإخلاص وصدق، وكان المشهد منذ بدايته جميلا من مشاعر ولحظات، حيث قرر التلاميذ والمدرسون وكل إدارة المدرسة المشاركة في تشييع جثمانه إلي مثواه الاخير، وكما علمهم الأستاذ عطية النظام والاحترام، اصطف الطلاب والطالبات في طابور منظم علي جانبي الطريق بداية من باب منزله في القرية حيث خرج جثمانه محمولا علي أعناق بعضهم، وودعه الكل بالدعاء له بالرحمة طوال الطريق إلي المقابر بدءا من منزله الكائن بالقرية وحتي مقابر أسرته.. وداعا يا أستاذنا العظيم.