يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا في أعمال اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية في دورته ال28 علي مستوي القمة والتي إنطلقت اعمالها التحضيرية الخميس الماضي بالمملكة الأردنية الهاشمية بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات، ومن المقرر ان تشهد القمة حضورا كبيرا من قبل القادة والزعماء العرب بينهم الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني ملك الاردن، كما يشارك جميع قادة دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الإمارات وسلطنة عمان وسيمثلهما نائبان عن الرئيس والسلطان، بالإضافة إلي حضور ممثل عن الرئيس الجزائري نظرا لظروفه الصحية، ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي، بالإضافة إلي فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، مع استمرار غياب التمثيل السوري. وتبدأ الوفود المشاركة في اعمال القمة في الوصول لمقر قاعة الاجتماعات في تمام الساعة التاسعة صباح غدا ويكون في استقبالهم الملك عبدالله الثاني ملك الأردن علي ان يتم التقاط الصور التذكارية الساعة العاشرة والنصف للملوك والرؤساء والأمراء ورؤساء الوفود، وتبدأ الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة بتلاوة من القرآن الكريم وكلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز رئيس الدورة العادية 27 لمجلس جامعة الدول العربية علي مستوي القمة، يعقبها تسليم الرئاسة من موريتانيا إلي الأردن. وتتضمن الجلسة الافتتاحية كلمة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن رئيس الدورة العادية الثامنة والعشرين للقمة، بالإضافة إلي كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وكلمات الضيوف المشاركين في أعمال القمة وكلمات لكل من أنطونيوجوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في حالة حضوره شخصيا،ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ورئيس البرلمان العربي. ورفع الوزراء العرب أمس 16 مشروع قرار للقادة لإقرارهم وتتصدر القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي مشروعات القرارات، حيث يؤكد القرار الخاص بها علي مركزية قضية فلسطين والهوية العربية للقدس عاصمة لفلسطين والتمسك بالمبادرة العربية للسلام كمرجعية لحل القضية وإعادة التأكيد علي حق دولة فلسطين بالسيادة علي كافة الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967.. وإيجاد الآلية المناسبة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي أكد أن الاستيطان الإسرائيلي يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ورفض ترشيح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن لعامي 2019-2020، ودعوة الدول العربية لزيادة رأس مال صندوقي الأقصي والقدس بمبلغ 500 مليون دولار ودعم موازنة فلسطين لمدة عام تبدأ في 1 أبريل 2017 وفقا لآليات قمة بيروت2002 كما تضمنت مشاريع القرارات، مشروع قرار حول التضامن مع لبنان، والترحيب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان كخطوة حاسمة لضمان قدرة لبنان علي مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والترحيب بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري . ويقر القادة العرب مشروع قرار حول ازمة اللجوء السوري ليمثل بندا جديدا علي قرارات القمة العربية بعد ان طلبت الاردن إدراجه علي مشروعات القمة المعروضة علي القادة ويتضمن مشروع القرار تكليف مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري بوضع آلية محددة لمساعدة الدول العربية المجاورة لسوريا، والدول العربية الأخري المضيفة للاجئين السوريين وفق مبدأ تقاسم الأعباء . وأكد مشروع القرار الخاص بتطورات الوضع في ليبيا، علي الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي، وتأكيد الدعم للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات بتاريخ 17 ديسمبر 2015، والتأكيد مجدداً علي دعم الحوار السياسي. وأكد مشروع القرار الخاص بتطورات الأوضاع في اليمن استمرار دعم الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي والتأكيد علي ان المبادرة الخليجية أساس الحل، وأكد مشروع قرار علي إدانة التدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية. وإدانة تصريحات المسئولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية . ويقر القادة مشروع قرار حول الإرهاب الدولي وسبل مكافحته،وإدانة جميع أعمال الإرهاب وممارساته بكافة أشكالها ومظاهرها والتأكيد علي أنه لا مجال لربط الإرهاب بأي دين أوجنسية . وتشمل مشاريع القرارات إصدار قرار خاص للقمة حول توصية لعقد قمة عربية- أوربية والترحيب بها علي أن يُترك الأمر للتشاور مع الجانب الأوروبي لتحديد موعد ومكان انعقادها، وقرار آخر حول الترحيب بإنشاء إطار تشاوري بين الجامعة العربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفق المبادرة المصرية. وخلال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب للقمة، اكد سامح شكري وزير الخارجية ان المنطقة العربية تمر بمنعطفات خطيرة وتحديات جسام خلال السنوات الأخيرة، كان لها تأثيرها علي زعزعة الاستقرار ووضع العراقيل في طريق الجهود الرامية لتحقيق الأمن والتنمية في المنطقة العربية، كما فتحت المجال أمام تدخلات سافرة ومصالح ضيقة لا تري في المنطقة . وأضاف شكري في كلمته، أن مصر ملتزمة تماما بتحمل مسئولياتها التاريخية في قيادة مسار السلام والتسوية الشاملة في المنطقة، ودعم القضية الفلسطينية، وذلك في إطار متابعتها للمبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في شهر مايومن العام الماضي لإحياء المفاوضات خاصة وأن القضية الفلسطينية لازالت تراوح مكانها، ولازالنا بعيدين عن تحقيق السلام الشامل والعادل علي أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية علي الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. وأشار شكري إلي أن وقف نزيف الدم في سوريا هوالأولوية القصوي بالنسبة لمصر، وهويتطلب وقفة حازمة أمام كافة القوي التي تتلاعب بمأساة الشعب السوري لإيجاد مواطئ نفوذ وتحقيق مصالح ضيقة، ولا تبالي بأن تتحول سوريا لبيئة حاضنة للإرهاب والمنظمات التكفيرية، ولا بأن تخوض صراعاتها في سوريا، حتي آخر نقطة دم سورية. وتطرق إلي ان مصر ملتزمة بشكل كامل بمواجهة المحاولات الرامية لتقويض الدولة الوطنية وإسقاط الحل السياسي في ليبيا ودعم الإرهاب. ومن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إنه لا يصحُ أن يبقي النظام العربي بعيداً عن التعامل مع أزمة سوريا التي تعد أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، ولا أن تُرَحل هذه الأزمة الخطيرة إلي الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيف شاءوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم. وأضاف خلال كلمته أن النظام العربي الذي تعبر عنه جامعة الدول العربية يجب أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل إيقاف نزيف الدم في سوريا وإنهاء الحرب والتوصل إلي تسوية للأزمة علي أساس بيان »جنيف1» والقرار 2254، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة. كما أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن النظام الإقليمي العربي عجز عن حل الأزمات ووقف الانهيار، فتراجعت ثقة المواطن العربي بمؤسسات العمل العربي المشترك أكثر، وغاب التنسيق والفعل العربي المؤثران، فتسلل الغير عبر الفراغ ليتدخلوا في شؤوننا، وليحيلوا عديد حواضر عربيةً ساحات صراع نفوذ وأجندات.