أغلي الرجال يجودون بأزكي الدماء دفاعا عن الوطن. يقاتلون إرهابا منحطا مازال يتوهم أنه قادر علي مصادرة مستقبل شعب ودولة. يطهرون سيناء الحبيبة شبرا شبرا من هذا الدنس الذي تصور لوهلة أنه سيرفع أعلامه السوداء علي أرض البطولات، وسينفذ مخططات أعداء الوطن، وسيجد له مكانا علي أرض الرسالات. هي الحرب التي قلنا من البداية انها لن تكون سهلة لان من أرادوا شرا بمصر لن ينسوا هزيمتهم، ومن دعموهم بالمال والعتاد لن يتراجعوا عن مخططاتهم. ومن راهنوا علي حكم الفاشية الدينية لمصر وخسروا الرهان، لن يتركوا ثأرهم إلا بعد أن نستأصل جذورهم تماما. هي الحرب التي يخوضها أغلي الرجال بعزيمة المؤمنين بحتمية الانتصار، ويبذلون الأرواح فداء للوطن. لكن الحرب لا تجري فقط في ميادين القتال، وانما ساحتها هي مصر بطولها وعرضها.. فهل يمكن أن يخوض أبناؤنا أشرس المعارك ضد جماعات الإرهاب المنحط، ثم نترك أذنابهم يعيثون في الأرض فسادا؟! هل يمكن أن نخوض حربا نعرف جميعا أنها حرب مصير.. ثم نترك أفكار الإرهاب تنفث سمومها في المجتمع، وجماعات التخلف وتجار الدين ينشرون فتاوي التكفير ودعاوي الفتنة، ويتسللون إلي عقول شبابنا بالضلال الوافد إلينا يحاول ضرب وحدة الوطن التي كانت - علي مر التاريخ- سلاحه الأساسي في مواجهة كل المخاطر ومختلف الأعداء؟! الخط موصول بين ما حدث في قرية العديسات بصعيد مصر في الأيام الماضية، وما حدث لاخوتنا الأقباط في العريش علي أيدي الدواعش!! الضرب بيد من حديد علي الخطر قبل أن يستفحل أمر ضروري. التهاون في التعامل مع الأوضاع من جانب أجهزة محلية مهترئة أمر يحتاج للحسم. هناك من يحاول العبث بأمن وطن في حالة حرب. اذا لم يكن ذلك خيانة لدماء الشهداء.. فماذا يكون؟! تعبنا من تكرار السؤال. وتعب الوطن كله من انتظار الجواب الذي يؤمن ظهور الرجال وهم يخوضون معركة المصير!!