ملاحظة مثيرة للدهشة والأستغراب، والأستنكار أيضا لكل من تحدث من رموز النظام السابق.. الكل يتحدثون عدا ما منهم في السجون كلامهم يدينهم أكثر ما يبريء ساحتهم.. يحاولون أن يبدو أنهم كانوا أصحاب مباديء.. ملائكة.. مناضلين.. حاربوا الفساد.. وأنحازوا لصالح البلد والناس. ولكن التيار كان أقوي منهم، ولم يسمع أحد منهم نصيحة ولم يأخذ يرأيهم. فلزموا الصمت وآثروا السلامة. كلنا كنا نتوقع، ماعدا حسني مبارك، أن نظامه عندما يسقط سوف يلقي كل فرد منهم بالمسئولية علي الآخر، ويعلق كل الجرائم التي أرتكبوها في عنق حسني مبارك.. وأنه كان طاغية، ديكتاتورا، لا يسمع لاحد وينفرد بالقرار. ولا يشغل باله بهموم الشعب، ويغمض عينيه عن كل اللصوص مصاصي دماء الناس وناهبي أراضي وأملاك الدولة، اعترافات رموز النظام السابق تدعو للخجل، كل الوزراء والمجالس النيابية كانت ديكورا لخدمة الرئيس »وتستيف« القوانين والقرارات التي تؤسس للفساد وخدعة الشعب المصري والعالم بأن مصر دولة مؤسسات! هؤلاء الكبار من نظام حسني مبارك الذين تشبثوا بمقاعدهم سنوات طويلة.. كل بأسمه وموقعه ما هم الا مجموعة من الكذابين والآفاقين والانتهازيين.. خانوا المباديء والامانة والمسئولية وأحتقروا الدستور والقانون لخدمة مصالحهم الشخصية.. خرجوا علينا أخيرا بحوارات صحفية وتلفزيونية، تباروا فيها في دور البطولات الوهمية.. وتناسوا في غمرة الدفاع عن أنفسهم، أنه لولا ثورة شباب مصر ومساندة جيشها حصن الأمان للشعب المصري، لكان أمثال كل هؤلاء في مواقعهم يواصلون دورهم في الضحك علي الشعب وخراب البلد!