شهدت أسعار الخبز السياحي ارتفاعا خلال الفترة الماضية، حيث ارتفع سعر الرغيف من 25 قرشا إلي 50 قرشا في بعض الأماكن، ووصل إلي 75 و100 قرش في أماكن أخري دون سبب واضح لذلك، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتد الأمر للخبز المدعم في الأفران حيث أصبح وزن الرغيف أقل من 100 جرام في كثير من المخابز وتراجعت جودته بشدة عما قبل. المواطنون أكدوا أن وزن الرغيف المدعم بالفعل انخفض وأرجعوا السبب في ذلك إلي ضعف عمليات الرقابة علي المخابز، فضلا عن ادعاء عدد من أصحاب المخابز بتراجع ونقص كميات الدقيق الواردة إليهم من وزارة التموين، فيما أكد أصحاب المخابز أنهم يراعون الوزن المحدد للرغيف وإن حدث وتراجع يكون في حالات فردية من قبل بعض أصحاب المخابز الذين يرغبون في تحقيق مكاسب أكبر بغض النظر عن جودة الرغيف، إلا أنهم في الوقت نفسه أكدوا أنهم يبيعون الخبز لمن يمتلكون البطاقة التموينية ومن لا يمتلكونها، حيث يقوموا ببيع ال 3 أرغفة بجنيه. في البداية قال خالد أبوالنور، موظف، إنه لا يمتلك بطاقة تموين في الوقت الراهن، كما أنه حاول استخراجها خلال الفترة الماضية لكن مكتب التموين التابع له رفض بحجة أنه يتم حاليا تنقية البطاقات الموجودة من الأسماء غير الصحيحة والوفيات، مشيرا إلي أنه يضطر إلي شراء العيش السياحي »يوم بيوم» ويشتري الرغيف ب 50 قرشا بعد أن كان منذ عدة أشهر ب 25 قرشا، وهو ما يدفعه إلي الشراء بعشرة جنيهات يوميا لتلبية احتياجات أسرته المكونة من 5 أفراد، وهو ما يمثل عبئا عليه في ظل ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية والخضراوات خلال الفترة الحالية. بينما قال أحمد حسين، فني تحاليل، إنه يشتري العيش من أحد الأفران القريبة من منزله يوميا ولاحظ انخفاض وزنه وهو ما يؤثر علي جودته، وعندما سأل صاحب المخبز أكد له أن كمية الدقيق الواردة إليهم قلت عما قبل وهو ما يضطرهم إلي خفض وزن الرغيف حتي يتم انتاج الكمية المطلوبة منهم بصورة يومية. فيما قال كريم عادل، محام، إن التغير في وزن رغيف الخبز محدود للغاية ولا يصل لأن يكون ظاهرة، حيث إن منظومة الخبز المعمول بها حاليا نجحت إلي حد كبير في تخفيف معاناة المواطنين في الحصول علي الخبز وتراجع ظاهرة الطوابير، وأشار إلي أن العيش الفينو وكافة مشتقاته ارتفعت أسعارها بالفعل خلال الفترة الماضية وقل حجمها في الأفران التي لم تقم برفع السعر. فيما قال محمد أبوغنيمة، صاحب مخبز، إنهم لا يقومون بخفض وزن الرغيف كما يدعي البعض بل يحاولون الحفاظ علي الوزن والجودة قدر الإمكان، مشيرا إلي أن بعض الأفراد يشترون كميات من الخبز يوميا أكثر من استهلاكهم وتزيد عن حاجتهم ثم يقدمونها للطيور وخاصة في المناطق الريفية وهو ما يؤدي إلي عدم كفاية الكمية المنتجة يوميا ولذلك يضطر المواطنون إلي شراء العيش السياحي الذي ارتفعت أسعاره مؤخرا ووصل سعر الرغيف إلي جنيه في كثير من الأماكن مع تحسن ضعيف في جودته لا يقارن بهذا الارتفاع في السعر. وأشار أسامة عبدالحي، صاحب مخبز، إلي أن إهمال الوزن يكون حالات فردية من قبل بعض أصحاب المخابز لتخزين كميات أكبر من الدقيق وبيعها في السوق السوداء لمحلات الحلويات وأصحاب أفران الفينو بضعف أسعارها وهو ما يؤدي إلي انتاج كميات أقل لا تكفي الاستهلاك اليومي للمواطنين، أما عن البيع لمن لا يمتلك بطاقة تموين فإنه يتم في معظم الأفران بأسعار متفاوتة من منطقة لأخري، مشيرا إلي أنه يبيع الرغيف ب 35 قرشا لمن لا يمتلك البطاقة. فيما قال عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة ونائب رئيس شعبة المخابز باتحاد الصناعات، إن كافة بائعي العيش السياحي في الشوارع والمحال وكذلك العيش المغلف في بعض السلاسل التجارية لا يخضع لأي رقابة من قبل وزارة التموين، كما أنه لا يدخل في منظومة التسعير الجبري للخبز، بل إنه يخضع لسياسة العرض والطلب وفقا لآليات السوق الحر وهو ما يفسر اختلاف سعره من منطقة لآخري، أما أفران العيش المدعم فهي تخضع لكل أشكال الرقابة من قبل وزارة التموين سواء الرقابة المتعلقة بالوزن أو المواصفات وذلك منعا لإهدار المال العام. وأضاف أن الشعبة تقوم الآن بإعداد مذكرة لرفعها إلي وزير التموين من أجل منح تصريح لأصحاب المخابز علي مستوي الجمهورية لبيع حصة من إنتاجهم اليومي للمواطنين الذين لا يمتلكون بطاقة تموين علي أن يتم البيع بسعر التكلفة والذي لن يتخطي ال 30 قرشا للرغيف وهو ما سيؤدي إلي قلة الاعتماد علي العيش السياحي عالي الثمن، كما أنها ستكون أفضل للمواطن محدود الدخل، كذلك سيكون ذلك أفضل لبعض أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضي السكر والقولون والذين يحتاجون إلي الخبز المصنوع من الردة. • مصطفي علي