بدأت منظومة الخبز قوية ومبشرة حيث اختفت الطوابير وحصل المواطن علي رغيف عيش جيد وزنه مضبوط ونظيف إلا أن الحال لم يستمر طويلاً فمنذ شهور بدأ المواطنون يشكون من توقف الكارت الذهبي ثم فجأة تدهورت جودة الرغيف ولم تعد المخابز تلتزم بالوزن أو مواعيد العمل مع تكدس المواطنين أمام المخابز التي تنتج نوعية جيدة لقلتها. تقول حنان عبدالفتاح - موظفة - بالرغم من وجود وزن محدد لرغيف الخبز المدعم منذ بدء تطبيق منظومة الخبز الجديدة إلا ان المخابز لا تلتزم بالوزن الرسمي وتتلاعب بهذا الوزن حتي ان حجم الرغيف انخفض لأكثر من النصف بالإضافة إلي رقة الرغيف فحصة الفرد لم تعد تكفيه وجبة واحدة والرغيف لا يسمن ولا يغني من جوع هذا في الوقت الذي يعاني فيه المواطن المصري من تدني الأوضاع المعيشية ولا يقوي علي شراء الخبز غير المدعم لأسرته. يوافقها الرأي صابر عبدالرحمن - مدرس - مضيفاً ان انخفاض وزن الرغيف ما هو إلا تخفيض للدعم ورفع لسعره بطريق غير مباشر والغريب في الأمر ان وزن الرغيف في تناقص مستمر حتي أني أتوقع إلغاء الرغيف فئة الخمس قروش ليحل محله الرغيف فئة العشر قروش بنفس وزن الفئة الأولي. ويقول ممدوح اسحاق - أعمال حرة - في بداية عمل المنظومة كانت المخابز توفر نوعين من الخبز فئة الخمس قروش وفئة العشر قروش وهو أكبر حجماً إلا انه في الآونة الأخيرة اختفي من الأفران الرغيف فئة الخمس قروش وانخفض حجم الرغيف فئة العشر قروش ونخشي ان تكون بداية لرفع سعر رغيف الخبز. ويتعجب صابر شاذلي - أعمال حرة - من تغير حجم الرغيف ووزنه من مخبز لآخر بالرغم من وجود وزن موحد له ومحدد من قبل وزارة التموين متسائلاً عن سبب غياب الرقابة وتقاعسها عن أداء مهامها في محاربة الفساد والإهمال. وتضيف أماني حسنين - ربة منزل - بالرغم من إتاحة الفرصة للمواطن بالشراء من أي مخبز إلا ان المسافة بين المخابز كبيرة مما يضطرني للشراء من أقرب مخبز حتي ولو كان الخبز أقل جودة خاصة وان المخابز التي تنتج خبزاً جيداً عليها زحام شديد. وتري سماح عبدالفتاح - موظفة - من منطقة المنيب ان الرغيف بحالة جيدة الا ان المخابز لا تعمل قبل السابعة صباحاً بما لا يتناسب مع مواعيد الموظفين علاوة علي الزحام الشديد نظراً لقلة عدد الأفران المشتركة في المنظومة بالمنطقة. وتشير مريم عبدالله - موظفة - من منطقة القناطر الخيرية ان الأفران تغلق أبوابها الساعة العاشرة صباحاً مما يحرم الكثير من فرصة الحصول علي حصته من الخبز المدعم. يؤكد ذلك عبدالله محمود - أعمال حرة - حيث تغلق الأفران أبوابها الساعة الثانية ظهراً فلا استطيع شراء الخبز حيث أذهب إلي عملي السادسة صباحاً وارجع في الخامسة عصراً. ويؤكد صبحي محمد - أعمال حرة - علي ان بعض الأفران تغلق أبوابها نهائياً لمدة تزيد عن ثلاث أيام وقيامها ببيع حصتها للمطاعم وللباعة المتجولين وارجع ذلك إلي غياب الرقابة وفسادها. ويتعجب فهمي حسين - أعمال حرة - مما آلت إليه منظومة الخبز الجديدة من تدهور سواء في جودة أو حجم الرغيف بعد ما حققته في البداية من نجاح علي الرغم من وجود مفتشي التموين. ويشير يسري محمود - موظف - إلي عدم جودة الدقيق المدعم فقد لاحظت ان الخبز اغمق من المعتاد كما ان العديد من الأرغفة أما غير كاملة النضج أو تم تسويتها أكثر من اللازم ويفقد الرغيف انتفاخه فور خروجه من الفرن الذي اعتدنا عليه ليصبح "مسجوع" نتيجة عدم اهتمام الخباز ويرفض عامل المخبز تغيير الأرغفة الصالحة مما يضطرنا لأخذها والتخلص منها. وتؤكد منال محمد - موظفة - ان العديد من الأفران لا تقوم بنخل الدقيق قبل خبزه فكثيراً ما نجد شوائب في الخبز وأحياناً حصي عوضاً عن الطعم غير المستساغ أحياناً نتيجة زيادة الملح أو الخميرة في العجين. ويقول ممدوح محمود - مهندس - انه قاطع شراء الخبز المدعم لانخفاض جودته واسمرار لونه ويقوم بشراء الخبز السياحي بالرغم من ارتفاع سعره لانه أفضل. وتتعجب أم حسن - ربة منزل - من عودة الزحام علي المخابز مرة أخري. وتشكو عبير عبدالرحمن - مدرسة - من اخطاء ماكينة صرف المخابز والتضارب في عدد الأرغفة المتبقية من ماكينة لأخري وتجد أنها في النهاية لم تحصل علي حصتها من الخبز كاملة بالرغم من تصريح الماكينة التي تؤكد عكس ذلك. وتضيف آمال حسين - ربة منزل - ان بعض أصحاب المخابز والعاملين علي ماكينة الصرف تستغل جهل بعض المواطنين وتقوم بسرقة حصته أثناء ضرب الكارت وقد لاحظت ذلك أكثر من مرة الا ان مراقبتها لحصتها حال دون تكرار هذا الخطأ المتعمد من العامل. بينما تري سعاد محمد - ربة منزل - ان توافر الخبز في حد ذاته أمر جيد بالرغم من جميع المساوئ الخاصة بانخفاض وزنه وتدهور جودته فمن الصعب علي الأسرة المصرية توفير الخبز لأفرادها خارج الدعم خاصة وان انخفاض وزن الرغيف أصاب الخبز المدعم والسياحي أيضاً ومن ثم فالمشكلة لا تقتصر علي الخبز المدعم فقط. ويؤكد حسام عبدالرحيم - محاسب - ان منظومة الخبز لا تزال تعمل بكفاءة والرغيف بحالة مقبولة خاصة بعد انضمام بعض الأفران السياحية للمنظومة وامكانية الشراء من اي مخبز مشترك في المنظومة مما يعمل علي تنافس المخابز وتحسين الرغيف لرفع معدل البيع مما يصب في النهاية في مصلحة المواطن.