أعجبني في أغلب وسائل الإعلام بمختلف أنواعها المقروءة والمرئية والمسموعة، تحدثت عنه بنوع من التفاؤل بالمستقبل من حيث نظام الحكم الديموقراطي المرتقب وازدهار الحالة الاقتصادية والتغلب علي مشكلات الماضي والحاضر بأساليب مستحدثة. وفي أسرع وقت ممكن -وذلك موضوع هام ان يستشعر المواطن ان غده سيكون أفضل من حاضره وماضيه- ولم يعجبني النظرة التشاؤمية لدي البعض في الحاضر والمستقبل والخوف من المجهول وما يدعي بالثورة المضادة واستمرار الحالة المتردية المتوقعة من الناحية الاقتصادية بل والسياسية أيضا وما يظهر من روح اليأس علي من يقتنع بهذا التوجه.. ولعلي أكتب هذا المقال لأبث روح التفاؤل بالمستقبل مسترشدا بعدة حقائق ملموسة بوادرها من الآن.. وأولها الروح التي ظهر بها شباب الثورة بعد انجاز عملهم الثوري الرائع واتجاههم مع باقي زملائهم في كل مدينة وحي وشارع والقيام بأعمال النظافة وجمع القمامة وإعادة طلاء الأرصفة وهو عمل أشاد به الجميع وسيظل محفورا في الذاكرة عبر التاريخ.. وثانيها الغاء دستور 17 بارادة شعبية بما تحمله من معان كثيرة وما سيصدر من إعلان دستوري يؤدي من خلاله الشعب اختيار ممثليه في مجلس الشعب القادم الذي سيختار اللجنة التأسيسية لوضع دستور جديد يحقق طموحات الشعب ويتم الاستفتاء عليه وبذلك يصبح الشعب هو صاحب القرار في اختيار ممثليه بحرية تامة والذي عليه ان يدقق ويتفحص بعمق الشخصيات التي سيمنحها صوته في انتخابات مجلس الشعب القادم والتي سيتحمل الشعب مسئوليته عنهم. وثالثها استتباب الأمن بمعاونة المواطنين وشباب الثورة مع رجال الأمن وهو عامل أساسي في الحفاظ علي مكتسبات الثورة التي تحققت بالاضافة إلي بث روح الأمن والامان للمواطن المصري صاحب الثورة ومؤيديها وبذلك نضمن سلامة الوطن من أي عناصر قد تعطل مسيرة العمل الجاد نحو الرخاء الاقتصادي والاجتماعي.. ورابعها عودة جيش الوطن إلي ثكناته مرفوع الرأس بما حققه من انتصار لرغبات الشعب والشباب خاصة في ثورته يوم 52 يناير وماتلاها من انجازات وسوف يتذكر التاريخ وقفة جيش مصر البار حاميا لثورة أبناء مصر الأوفياء من أي تدخل. وخامسها ما حدث لوسائل الإعلام من تحول وانفتاح وشفافية في نقل الأحداث أولا بأول وبحرية تامة ودون رقيب ويكتب لها لأول مرة منذ عشرات السنين انها قامت وعبرت عبر صحفها واذاعتها وتليفزيونها عن حقيقة ما يحدث دون رقيب أو حسيب وأصبحت حرية الإعلام علما يرفرف في سماء مصر عاليا خفاقا. ولذلك فانني أثق تمام الثقة في مستقبل مصر الباهر واختتم كلمتي موجها شكري لشباب ثورة 52 يناير علي ما حققوه وآثار ما انجزوه.