توقيرا للدكتور الجمل، وخشية عليه، حتما لابد أن يمتنع فضائيا، الفقيه الدستوري الكبير (سنا ومقاما) ينسي نفسه أمام الكاميرات، يبدو وكأنه يجلس علي مصطبة الوطن، يحكي في الليالي القمرية، يتحدث علي سجية الأجداد، كل هذا العالم من حولي لا أحد، يصك عبارات من قاموس عتيق، يضرب الأمثال تحك الأنوف، كم من الأمثال تورث الكفر والرجل قلبه عامر بالإيمان، الفقيه الدستوري صار صيدا سمينا فضائيا، وقضائيا يمثل نائب رئيس الوزراء أمام النائب العام بتهمة بالمس بالذات العلية (حاشا لله) . الدكتور الجمل لايكف عن الحديث المباح مستبيحا قواعد مستقرة، يثير دوامات من الريبة والاسترابة، كلما ارتقي منبرا فضائيا نمسك قلوبنا بأيدينا خشية ، الدكتور فضائيا مع لميس الحديدي يقترح ( بعد لقاء مع قداسة البابا شنودة) إمكانية إجراء تعديل بالمادة الثانية في الإعلان الدستوري، بإزالة حرف الألف واللام، بحيث تصبح المادة كالتالي "الإسلام مصدر رئيسي للتشريع"، وتضاف إليه المادة الخاصة بأن لكل أقلية الأحقية في الاحتفاظ بشريعتها وأخري لها علاقة بالأحوال الشخصية لأصحاب الديانات الأخري (من حوار فضائي مع لميس الحديدي) . الألف واللام يادكتور ضيعت القضية الفلسطينية، الألف واللام ستضيع القضية المصرية، ستضيع الثورة المصرية ستحرق الوطن، حدّث ولاحرج بين كبيرين (البابا والفقيه الدستوري)، بنا وبين بعض، في الكاتدرائية، في المشيخة، ناس من سن بعض، من جيل واحد، جيل ليبرالي نفتقده بشدة الآن، لا يمكن فتح الموضوع هكذا علي البحري، لايمكن مناقشة أمر المادة الثانية من الدستور علي الهواء مباشرة، تعديل المادة الثانية بالحذف أو الإضافة أمر جلل وخطير صدوره عن نائب رئيس الوزراء في هذا التوقيت الذي نطفئ نيران الفتنة الطائفية في أطفيح التي طفحت قبل أسابيع. هل تعديل المادة الثانية علي رأس أولويات المجلس العسكري، هل هي في مرتبة متقدمة علي أجندة رئيس الوزراء، لاأظن ولا أعتقد وليست في الحسبان، وغير مطروحة لا في التعديلات التي وافق عليها المصريون ولا في الإعلان الدستوري الذي نرجو أن يرضي طموح المصريين بالابتعاد عن مواد الريبة والاسترابة، نتركها لحين تشكيل اللجنة الوطنية التأسيسية المنتخبة لصياغة دستور جديد للبلاد والعباد . ليس هذا مجال المادة الثانية ولا أوانها، مرفوض فتح هذا الموضوع من جانب البابا، سكت البابا دهرا علي النظام السابق، فليصطبر ساعة علي الوطن، شباب الوطن يكاد يشتعل لو لم تمسسه نار، مابال نائب رئيس الوزراء بالمادة الثانية، أعتقد أن أجندة الدكتور يحيي متخمة، وظهره ينوء بالأعباء، فلتبتعد بمسافة كافية عن مادة تكسر ظهر الوطن، تشطره نصفين، المس بحروف المادة الثانية ولو علي سبيل النقاش العام كافية لحرق الوطن، لله در الصامتين . المادة الأولي الاولي بالرعاية والأولي بالاجماع، والاحتشاد، المادة الاولي في كتاب الوطن هي الأمن، أمناء الشرطة تركوا مواقعهم بحثا عن رواتبهم، افتقاد الأمن والاحساس بضيق الرزق يؤدي إلي الكفر بالثورة، البعض يتململ زهقا، نفر من الشارع صار ناقما، صار رافضا، كثيرون صوتوا بنعم بسبب وقف الحال، أكلما أطفأنا نارا تشعل البيت نارا (والكلام للبابا والفقيه الدستوري معا) . المادة الأولي والأخيرة هي تجليس شعارات الثورة علي الأرض، تلك الشعارات المعلقة في الهواء لابد من تنزيلها، تجسيدها في مراسيم تعبر عن آمال وطموحات شعب تكالبت عليه العلل، في مشروعات تلم العاطلين، في تغييرات جوهرية في بنية النظام تضع الرجل المناسب في المكان المناسب، أشم رائحة شياط الأعصاب في كل موقع . آمنهم من خوف، وأطعمهم من جوع، تلك هي الحاجة الملحة، لاينام الليل خائف أو جعان، المادة الثانية بقاؤها او تغييرها أو تعديلها لن توفر أمنا لخائف ولن تكفي طعاما لجعان، افتقاد الأمن طعاما للثورة المضادة، والجوع يغري بالثورة المضادة، المادة الثانية تقلقل راحة الوطن، وتضج مضاجع الآمنين (أقباطا ومسلمين)،، المادة الثانية تقلق الرقادين في التراب مابالك بالأحياء. قديما قال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري: عجبت ممن لا يجد في بيته رغيف خبز كيف لا يخرج علي الناس شاهراً سيفه ..!!. وحديثا نقول عجبت ممن لايجد في بيته رغيف خبز ويخرج علي الناس شاهر المادة الثانية من الدستور، استقيموا يرحمكم الله .