»إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ،صلاح أمرك للأخلاق مرجعه..فقوّم النفس بالأخلاق تستقم هذه كلمات لأحمد بك شوقي أمير الشعراء، تلخص محاسن الأخلاق، وتدعو للفضيلة.وعلي صعيد الرياضة أتذكر قصة تعود لسنوات بعيدة، كان فيها العملاق مانشستر يونايتد مهدد بالهبوط إلي دوري القسم الثاني الانجليزي، وهو النادي الأكبر والأقدم بانجلترا، استعان اليونايتد بالمدرب العالمي تومي دوشرتي، ووقع معه عقدا بمائة ألف جنيه استرليني، وقاد المدرب العبقري الفريق من القاع إلي منصة التتويج ! بعد أسبوعين من معجزة التتويج، قرر مجلس النادي الكبير، فسخ تعاقده مع دوشرتي، ليس لفشله في المهمة، وإنما لأنه عشق زوجة أحد معاونيه بالجهاز الفني، وأقنعها بالهروب من زوجها، وطلق هو زوجته، وعاش مع زوجة صديقه، والمجلس رأي أن تصرفه لا يليق بالأخلاق، وأنه يعطي مثلا سيئا للاعبين المفترض أنه قدوتهم، عندما يستغل مكانته ويسرق زوجة مساعده ! قررت إدارة مانشستر يونايتد فصل المدرب المعجزة ؛ لأنه أهان الأخلاق، ودعا إلي الرزيلة في ملعب القيم، أقال مانشستر يونايتد المدرب المعجزة وتعامل مع الرياضة علي أنها أخلاق، وليست مجرد انجاز وانتصار في المباريات، وقال رئيس النادي آنذاك، أنه لا يهمه أن يكسب مباراة أو بطولة، ولكن ما يهمه ؛ أن يحافظ كل عضو بمنظومة النادي علي مبادئ الأخلاق. وفي السنوات الأخيرة، غابت الأخلاق عن ميادين الرياضة، ومن أجل الانتصار في المباريات، سكتنا عن تصرفات كانت في زمن المروءة والجدعنة والأخلاق الرياضية، كفيلة بشطب ناد بأكمله، لا شطب لاعب أو حكم، وأصبحنا نسمع أقذر الألفاظ وأحط العبارات، ومدرجات يسكنها المسجلون الخطر، وجمهور يعتدي علي الأندية والمنشآت، ولاعبون يضربون الحكام، وقضاة ملاعب يعيشون في جلباب شاهد ماشفش حاجة ! أصبح للعبقري السافل دوشرتي، وجوه كثيرة في ملاعبنا، لاعب غير أمين يركل الكرة بيده، وحكم فاجر يغض البصر، وادارة ناد بلا أخلاق، تحتفل وتكافئ لاعبيها علي التصرفات اللا أخلاقية، يا سادة الرياضة أخلاق، والانتماء أخلاق أيضا، وإذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتماً وعويلاً،فالأمم تضمحل وتندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق، وساد فيها الكذب والخداع والغش والفساد ! والسؤال الذي يفرض نفسه علي ساحتنا بقوة ويبحث عن إجابة، هو ؛ هل يضع المهندس هاني أبوريده عضو الفيفا واتحاد »AFAP» الذي يسن دساتير الكرة في العالم ورئيس اتحاد الكرة حلا لما تعيشه أخلاقيات كرة القدم المصرية من اضمحلال وتدن ؟! هل يضع أفراد المنظومة الكروية أيديهم معا، ويتوحدون للخلاص من أشكال دوشرتي الكثيرة والقذرة في ملاعبنا ؟! أعتقد أنهم يرغبون في ذلك، ويستطيعون أيضا !!