سيظل يوم 01 فبراير هو اليوم الاطول في تاريخ مصر.. فالاحداث فيه قد وصلت إلي ذروتها.. وميدان التحرير يمتليء بالمعتصمين الذين يطالبون برحيل الرئيس السابق. الجميع كانوا في انتظار ما سيسفر عنه تحرك المعتصمين تجاه القصر الرئاسي في اليوم التالي.. وحبس الجميع أنفاسه انتظارا للحظة الانفجار. في الميدان كان هدير الثوار يصل إلي مسامع الجميع داخل الوطن وخارجه.. باستثناء من بداخل القصر الجمهوري.. فالهدوء الذي يخيم علي حجرات القصر.. يعكس لمن فيه ان الاحداث بالخارج عادية ويمكن السيطرة عليها. صباح هذا اليوم تلقيت اتصالا من الدكتور حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني في ذلك الوقت ليخبرني انه في طريقه للقاء الرئيس السابق.. طالبا مني ان اكون شاهدا علي انه سوف يطرح علي مبارك امرا مهما لعله يعد حلا لما و صلت اليه البلاد في ذلك الوقت.. وبادرت د.بدراوي بسؤال عن طرحه.. فسكت دون اجابة فعدت لافاجئه بسؤال هل سيكون الطرح مبنيا علي فكرة تنحي الرئيس ليحمي مصر وينجو بنفسه.. فاجاب بأن هذه هي المبادرة وإنه يتمني فقط أن يبعد عنه زعيم الحرس القديم الذي لايزال يدفع الرئيس نحو الهاوية بأفكاره وآرائه البالية. في نفس الوقت كان هناك اجتماع يعقده انس الفقي وزير الاعلام السابق مع شخصين يثق في أرائهما.. طلب منهما الفقي أن يقيما الموقف بصراحة.. فأفاض الإثنان في شرح الوضع علي حقيقته وبأنه يسير من سيئ إلي اسؤا.. واتفق الثلاثة علي سرعة تفويض مبارك لكل سلطاته لنائبه وان يحيل مواد الدستور المراد تقديمها لمجلسي الشعب والشوري وايضا التقدم للمجلسين بمشروع قانون بإلغاء حالة الطواريء ومغادرة القاهرة إلي المكان الذي يريد البقاء فيه.. وانطلق الفقي لمقابلة الرئيس السابق وكانت هذه هي المرة الاخيرة التي غادر فيها مكتبه. حيث لم يعد إليه بعد ذلك.. بعد أن تصاعدت الاحداث فيما بعد. في القصر الرئاس كان هناك اجتماع مطول عقده مبارك مع المشير محمد حسين طنطاوي.. الذي نقل لمبارك حقيقة الوضع الذي كان يجهله مبارك حتي هذه اللحظة. وقابل بعده امين الحزب الوطني الذي لم يمضي علي تعيينه أيام قليلة.. حيث كان يتصور مبارك ان بدراري قد طلب مقابلته ليحدثه عن الحزب.. الا انه فوجيء بأنه يحدثه في امر أخر.. وهو ان يتنحي عن الحكم او أن يظل رئيسا شرفيا لحين الانتخابات الرئاسية حفاظا علي الدستور..ونقل بدراوي له كل الحقائق وتحدث بصراحة شديدة فاجأت مبارك نفسه الذي لم يكن يتخيل ان الوضع بهذا القدر من السوء وخرج بدراوي.. بعد ان استشعر أن رسالته قد وصلت.. وان مبارك بدأ يفكر في الامر جديا.. وكان تصريحه بعد ذلك علي القنوات الفضائية بأن الرئيس قد يتنحي بعد قليل.. المفاجأة التي اهلت الجميع لسماع هذا الخبر.. خاصة بعد ان دخل علي نفس الخط الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء في ذلك الوقت.. حيث كان علي اتصال بالقصر الرئاسي واستشعر هو الآخر ان قرارا مثل ذلك سوف يتخذه مبارك في الوقت القريب. وبدأ الشعب يتأهب لسماع خطاب التنحي.. بينما القصر الرئاسي ومن فيه والرئيس يفكرون في شيء آخر. وللحديث بقية