»كعك العيد» عادة مصرية وليس لها مثال في أي بلد مسلم لأنها عادة بين مسلميها وقبطها وكذلك زيارة الأضرحة في الأعياد كان لي شرف الحوار مع البابا شنودة الثالث أكثر من مرة وقد أطلقت عليه بابا المصريين وقتها ليكون لي شرف إحياء هذا الاسم لأن هذا الحبر العظيم لم يكن بابا قبط مصر فقط بل كان بابا المصريين جميعا وكان في حواره شديد الانتماء للوطن من الدلتا حتي أسوان. كان قدس الله روحه شديد المصرية ليس بانتمائه ولكن بأحلامه للوطن ولأبناء الوطن وحينما قال له أحد أولادنا في أخبار اليوم »والنبي يا أبونا عاوزين حضرتك تزورنا» قال له »حلفتني بالنبي وهو قسم غالي علي الجميع لأن المصريين هم الذين أطلقوا علي رسول الله قسم النبي ولا يوجد في أي بلد عربي من يقسم بالنبي سوي المصريين وهو قسم تعتز به مصر لأن ذكاء المصريين هو الذي أوصلهم لهذا القسم فالمسيحيون في مصر يقسمون باسم المسيح والمسلمون يقسمون باسم النبي». وفي حواري معه قلت له حينما اعتقلك الرئيس الراحل أنور السادات في وادي النطرون ماذا فعلت؟ قال: الرئيس لم يعتقلني ولكن حينما اختلفنا اعتكفت في الدير في وادي النطرون حتي أجنب مصر الجدل. وألا أجعل هناك أي احتقان بين مسلمي مصر وأقباطها فنحن شعب من أعظم شعوب العالم وظللنا وسوف نظل إخوة بين عنصري الأمة. ونحن في الأعياد نجتمع دائما سواء الأعياد القبطية أو الأعياد الإسلامية وبمناسبة الأعياد فإن »كعك العيد» عادة مصرية وليس لها مثال في أي بلد مسلم لأنها عادة بين مسلميها وقبطها وكذلك زيارة الأضرحة في الأعياد هي عادة مصرية فقط وبعض الدول العربية تعيبها علينا ولكن مصر لها خصوصيتها وحينما دخل الإسلام مصر دخل بحب ورضاء قبطها فقد قال عمرو بن العاص لقبط مصر »لقد ظهر عندنا نبي بدين جديد» فقال له المصري »هل الدين الجديد يؤمن بالمسيحية» فقال له عمرو بن العاص »ويؤمن بكل الأديان السماوية». فقال له الأقباط »مرحبا بكم في مصر» لم يقاوم المصريون أي دين منزل من الله سبحانه وتعالي فنحن بلد لم نعرف الوثنية ونحن الذي جاء منا »اخناتون» إله التوحيد قبل الإسلام والمسيحية بأربعة آلاف عام ونحن الذين عرفنا قسم الحساب للملكة نفرتاري والذي تقول فيه »لم أسرق لم أقتل لم أزن لم ألوث ماء النيل» حيث كان تلويث ماء النيل من الكبائر وإذا قيل أننا كان لدينا تعدد آلهة فنحن لتقديسنا لما يخلق الله أقام المصريون القدماء له إلها فإله الزرع وإله النيل »حابي» وهذا من العطاء وجمع كل هؤلاء اخناتون حيث جاء من الشرق وقال هناك إله واحد. إن مصر ولله الحمد لم تعبد الأصنام ومن بدايتها علي الله الواحد الأحد والحمد لله رب العالمين.