التطرف الديني ما هو إلا مخطط لحرق مصر وهزيمتها،إنه مخطط من الخارج وجد ضالته في ضعاف النفوس كان عمرو بن العاص من علية القوم في شبه الجزيرة والذين كانوا يأتون إلي مصر هرباً من حر الصيف هناك. وحينما جاء الرسول الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالدين الجديد كان عمرو بن العاص قد جاء لقضاء الصيف فقال لأحد أصدقائه من المصريين: لقد ظهر عندنا دين جديد جاء به نبي ومعه كتاب يقول إنه من عند الله. فسأله المصري: هل الدين الجديد يسمح بوجود ديننا معه؟ فقال عمرو: نعم.. وبكل الأديان المرسلة فقال المصري: مرحباً بكم هنا بالدين الجديد وهكذا دخل الإسلام مصر بكل رضاء وباستقبال طيب من قبط مصر العظام الذين كانوا ومازالوا يعيشون دينهم بكل الصدق والسعادة. وانتشر الإسلام وبكل السماح بين الطائفتين ولأن الإسلام كان يسمح بزواج المسلم من قبطية فقد تزوج كثير من المسلمين بمصريات من أقباط مصر وكان المقوقس عظيم القبط قد أرسل للرسول صلي الله عليه وسلم «مارية القبطية» التي تزوجها الرسول صلوات الله عليه وسلامه وأنجب منها ابنه إبراهيم والذي توفي وعمره عام ونصف العام وبكاه رسول الله وقال «في ذمة الله ورحابه يا إبراهيم وإنا عليك لمحزونون» ولأن مصر بلد الأنبياء منذ اخناتون وقبل الأديان بثلاثة آلاف عام كما أحب أن أؤكد دائماً فقد انتشر فيها القسم «بالنبي» وليس هناك بلد إسلامي في العالم يقسم «بالنبي» سوي مصر ومصر لم تكن في يوم من الأيام منذ فجر التاريخ بلا دين فقد كانت الآلهة في مصر هم الذين يتوجه إليهم المصريون بالصلاة.. وكانت الآلهة تمثل كل ما يمثل الخير للمصريين فهناك إله الحكمة وهناك إله الحصاد وهناك آلهة كثيرة امتلأت بها حياة المصريين. ولعلنا نؤكد ارتباط المصريين بدينهم مهما كان هذا الدين وحينما جاء الإسلام كان قبط مصر يقسمون باسم المسيح فأقسم المسلمون باسم النبي وليس هناك مسلمون كما قلت يقسمون بالنبي سوي نحن فقط في كل العالم. لهذا كانت مصر دائماً في سلام ولا فرق بين مسلم ومسيحي في الحقوق والواجبات وكانت أجراس الكنائس ترتفع كما يرتفع صوت المؤذن وحتي الآن. وعبر التاريخ كانت هناك محاولات كثيرة لشق وحدة هذا الوطن وكانت دائماً المحاولات تأتي لمحاولة الوقيعة بين قبط مصر ومسلميها ولكن كانت تلك المحاولات تفشل دائماً لا لشيء إلا لأن أهل مصر آمنوا بأن الدين لله والوطن للجميع ولأن معظم المصريين من عائلات تمتد أصولها لعصور قديمة فيها «العرق القبطي» وأتأمل نفسي دائماً حينما أدخل الكنائس وأحس براحة نفسية عميقة وأقول في نفسي إن «العرق القبطي» ارتفع ووجد سعادة في داخلي وقد كتبت مقالاً منذ عشرة أعوام تحت عنوان «أنا قبطية» وشرحت فيه كيف أنني مسلمة وأصلي وأصوم وحججت بيت الله أكثر من مرة وأقرأ القرآن قراءة المتفهم العميق وقرأت سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم وزاد ارتباطي بديني بعد قراءة حياته وكفاحه ومع هذا أشعر دائماً أنني لست ببعيدة عن قبط مصر وأن هناك شيئا ما في وجداني يربطني بهم وغيري كثيرون من المسلمين الذين تحدثت معهم في هذا الشأن قالوا إن لديهم نفس الشعور وربما كما قلت إن هناك «عرقا قبطيا» مازال ينبض في قلبي. وفي واقع الأمر كما أقول دائماً إن المصريين يختلفون عن كل البشر في العالم كله بأنهم لم يكونوا بلا دين ولعل ذلك هو الذي جعلهم يستقبلون الدين الإسلامي بكل الحب والفهم لثقافة المصريين الدينية وكما كان أبي رحمه الله يقول «يا جماعة المصحف فيه سورة كاملة للسيدة مريم إنها تعانق بين الدينين» وهذا هو الاختلاف بيننا وبين الدول الإسلامية التي يوجد بها مسيحيون. والتقارب واضح وضوح الشمس خصوصاً في الصعيد والتي بها أغلبية مسيحية وفي أسيوط في جبل الطير حيث اختبأت العذراء المقدسة مريم أم المسيح وحينما يحتفلون كل عام بعيد المسيحيين نجد أغلبية مسلمة تحتفل بالعيد كعيد مهم للجميع ولكن علينا أن ننتبه دائماً لموجات الفتنة الطائفية. لماذا الفتنة الطائفية؟ تأملوا مصر الآن.. تأملوا مصر وقد أخذت قوتها تتنامي وأخذت ثقتها بجيشها والتحامه بالشعب تتفتح هنا ظهرت الفتن الطائفية وهي بالطبع طعنة من الخارج باستجابة لضعفاء من الداخل. يتضح أنه كلما قوي الشعب والتحمت أجزاؤه أصبح من الصعب اختراقه ومصر دائماً مستهدفة ولعل قوتها دائماً تجعل من اختراق المنطقة كلها أمراً غاية في الصعوبة ذلك لأن إضعاف مصر هو البوابة المهمة لاختراق المنطقة كلها.. تنبهوا جيداً وتأملوا.. تأملوا يا مسلمي مصر وأقباطها تأملوا بدلاً من أن يقع الضعفاء منكم في براثن هذا المخطط الذي بات شديد الوضوح وكيف لا والمخطط تعلو نبرته حينما تقوي مصر بشعبها الذي له كمياء خاصة لأنه مكون من عنصرين هما المسلمون والأقباط. ولأن مصر قوية فهي مستهدفة من تلك القوي الخارجية التي لا تريد لمصر أن ترفع رأسها لأن هذا الرأس هو في الأمة العربية في موقع الأم للجميع لتاريخها وموقعها الجغرافي المتميز بين الشرق والغرب ومصر أيضاً هي الرأس من الجسد بالنسبة للأمة العربية وإذا قوي الرأس قوي الجسد.. وإذا خرب الرأس مات الجسد لهذا فإن مصر دائماً تقوم بمجهود جبار لكي تظل واقفة علي قدميها ومصر لا يضايقها الجهد ولكن الذي يضايقها هذا الاستهداف الدائم والذي يضعف قدرتها علي السير جيداً في خطط التنمية،إن مصر تقاوم الطعنات من الخارج أما طعنات الداخل فهي مدعمة من الخارج أيضاً وتستهدف ضعفاء النفوس لكي يصبحوا مثل السوس الذي ينخر في العظام. أتحرقون بيوتاً يذكر فيها اسم الله؟ ماذا يحدث في مصر؟ يالها من أمور تكاد تهز صور مصر، هل يجرؤ إنسان علي حرق بيت يذكر فيه اسم الله؟ ما هذا الذي يحدث في مصر الآن؟ من هو الشيطان الذي يوسوس بحرق بيوت يذكر فيها اسم الله ويصلي فيها البشر؟ من هو الشيطان الذي يوسوس للناس بحرق الكنائس؟ إن الكنيسة مثلها مثل المسجد تماماً إنها مكان للعبادة وللصلاة ويذكر فيها اسم الله. إن التطرف الديني سوف يحرق النفس التي حرم الله حرقها ،إن التطرف الديني ما هو إلا مخطط لحرق مصر وهزيمتها،إنه مخطط من الخارج وجد ضالته في ضعاف النفوس. إنه مخطط لحرق مصر وليس حرق الكنائس وهو مخطط شديد الحبكة لأنه أدخل فيه الآباء القسس حتي يضبطوا المعركة.. إن الإسلام في مضمونه كل الأديان لأنه خاتم الأديان وسيدنا رسول الله هو خاتم الأنبياء والرسل لهذا فإن الإسلام شدد علي العلاقات بين كل الأديان وكل الناس. يوم عاشوراء عيد يهودي ونحن نعلم جيداً أن يوم عاشوراء والذي يأكل فيه المصريون «حلوي العاشورة» المصنوعة من القمح واللبن وقد حرص الرسول صلوات الله عليه وسلامه علي الاحتفال بهذا اليوم لتآخي الأديان فهو عيد لإخواننا اليهود وأقره الرسول وأصبح المسلمون يحتفلون به مع اليهود حتي لا يكون هناك أعياد خاصة لكل دين وأن يكون هناك عيد يجمعهم جميعاً. وعندما تنقسم الأعياد ينقسم الناس ولدينا تفكير في شهر رمضان يتبعه أهل مصر هو إفطار جماعي في كل بيت مسلم مع جيرانه الأقباط. وكنت حينما يكون شهر رمضان قد وافق صيام جيراننا الأقباط أعمل إفطارا صياميا ويفطرون معنا ونتآخي في الطعام وحينما يجيء عيد الفطر أثناء الصيام القبطي كنت أعمل كعكا «بالزيت» خاصا بهم.. وكانت ابنتي شادية بشري زوجة فنان أخبار اليوم الراحل رءوف عبده «لها نَفَسْ» في الأكل فكانت تقوم بعمل أجمل الأطباق وألذ الكعك والكيك ويستمتع الشارع كله بما تعمله شادية بيديها من كعك العيد وكذلك الكنافة بالزيت والمكسرات في رمضان. كوثر عزيز والكشري الصيامي أما زميلتي كوثر عزيز «ولا أعلم أين هي الآن» وكان بيتهم في السبتية فكنا نأكل عندهم ألذ كشري صيامي في التاريخ لهذا أتعجب من هذه الفتنة التي حدثت في مصر وأعلم جيداً أن محاولات شق مصر كانت دائمة ولكنها لم تكن تنجح أبداً ولكن يبدو أن التطرف الديني الإسلامي وما يتبعه من شق الصفوف هو المسئول عن هذه الفتنة وأن بعض الضعاف من المسيحيين قد وقعوا أمام الضعاف من المسلمين وأصبح هناك شرخ في مصر ولكنه شرخ سرعان ما سوف نتغلب عليه بقوة الشعب المصري العريق الذي لم يتعود شق الصف أبداً. قد أذهلني أحد القسس والذي يعيش في أمريكا أن يصدر تصريحات غاية في الخطورة والحقارة في نفس الوقت وأن المسيحيين مضطهدون في مصر ولعله عميل أمريكي اتخذ من الدين أساساً لعمالته وأخذ الثمن بالدولار من أسياده الأمريكان ولكن كل هؤلاء قلة تذوب في بحر المجتمع المصري الشريف الذي انجب البابا شنودة ذلك القبطي الرائع صاحب المقولة العظيمة الرائعة «مصر وطن يعيش فينا لا وطن نعيش فيه» الذي يؤسفني هذه الأيام أن قبط مصر العظام الذين يؤمون صعيد مصر داخلهم الشك في الوحدة الوطنية ودخل بعضهم في التعامل مع شق الصف مع أنني كنت أعتبر الصعيد هو معقل الوحدة الوطنية حيث يتجاور المسلم والمسيحي في بيت واحد وحقل واحد ويجتمعون في الكنائس والمساجد ويتآخون في المناسبات الوطنية. أتعجب كيف شتت صفوفهم وأصبحت هناك خلافات عنيفة وصلت لقتل النفس التي حرم الله قتلها؟! أتعجب كيف وصلت الأحوال إلي هذه العصبية والتصرفات التي كانت أبعد ما تكون عن المصريين؟!. تري هل نجح الخارج والذي يهمه إضعاف مصر الدولة وبالتالي إضعاف المنطقة العربية ،هل نجح الخارج فعلا في مخططه حتي لا يكون في هذه المنطقة قوة تقف أمامهم؟ هل نجحت أمريكا في مخططها لإ ضعاف المنطقة حتي تسيطر عليها؟ لم يبق إلا أن نخطط نحن أيضا لأنفسنا حتي نستعيد قوانا وحتي لا نشق وحدتنا الوطنية لأن من يريدون إضعافنا وصلوا إلي مصدر قوتنا وهو وحدتنا الوطنية فبدأوا الضرب تحت الحزام. ولكن علي المصريين أن يفهموا جيدا ما يراد بهم من إضعاف قوتهم المعنوية والنفسية وأن يتمسكوا بوحدتهم الوطنية وأن يفكروا جيدا في بنية الوطن وكيف أنها لو انكسرت فسوف يمر وقت طويل حتي تعود ثانية لصلابتها. علينا جميعا أن نفكر جيدا في وحدتنا الوطنية والتي هي أساس قوتنا عبر الزمان وأن من يريدون إضعافنا يتجهون إلي هذه النقطة بالذات لكسر قوتنا.. علينا أن ننتبه وأن نأخذ حذرنا لأن الزمن ليس في صالحنا لهذا التربص المتعمد بوحدتنا الوطنية. العُرْيْ قبل الصوت أحيانا.. آمال ماهر يا خسارة.. يا ألف خسارة.. الخسارة لكل فنانات مصر ما عدا قلة منهن إن الغناء اقترن عندهن بالأجساد العارية .. أصبح العُرْيْ كأنه جزء من نص الأغنية. صوت ساحر خلاب لو كنا في عصر احترام الفن لأ قيمت لها حفلات منفردة فهي تستطيع.. إنها المطربة الشابة آمال ماهر.. تخرجت آمال ماهر من بيتي فقد جاءتني طفلة مراهقة صوتها ساحر وقدمتها لمن يستطيعون توصيلها.. وتواصلت.. وفوجئت بآمال ماهر أخري.. واحدة مختلفة تماما.. ماكياج صارخ ليست في حاجة إليه وأثواب عارية ومشاهد كأنها سوف تكون ملكة إغراء.. إنها ليست في حاجة إلا لتصوير وجهها ثم إذاعة أي جزء غنائي لها .. صدقوني أن صوتها أروع صوت في هذا العصر، و لكن ماذا نفعل وقد أصبح الفن ملازما لاستعراض الجسد ولم يعد الصوت الجميل هو الطريقة السليمة إلي وجدان الجماهير.. أصبحت استثارة المشاعر هي المطلب الأول وكأن مصر أصبحت كباريها كبيرا ولم يعد هناك «سميعة» أو متلقي فني راق كل من لها موهبة تسرع في تعرية جسمها حتي لو كانت موهبة الحوار. إحدي صاحبات البرامج المسموعة الجيدة جدا وهي محاورة ذكية وتخطت الأربعين وقاربت الخمسين ولكنها أيضا وجدت أو وهمت أن العري هو أقرب طريق لوجدان المشاهدين.. فهي «تعري» كتفها ومرة تعري جزءا من صدرها ومرة تعري جزءا من أي الساق مع أنها في سن لابد ألا تظهر سوي وجهها وهذا يكفي لبرنامجها الحواري الناجح ولكنها «تستسخر» أن تطلع علي الشاشة دون حتة إغراء. والله هذا حرام.. ليس حرام العري ولكن حرام هذه العقليات التي تعيش الذكاء وتهدره في بعض الامور التي تحول المحاورة الذكية إلي محاورة في كباريه.. هل من سيدة فاضلة يعينها التليفزيون لكي تنبه هؤلاء النسوة إلي أن التليفزيون واجهة مصرية مهمة وكل امرأة تظهر فيه سواء كانت مقدمة برنامج أو متحدثة أو حتي تقوم بكنس الاستوديو هي واحدة منا جميعاً وتنوب عنا جميعاً في تقديمنا للعالم. ارحمونا من هؤلاء النسوة ان كانت متكلمة وذكية ومحاورة كان الماكياج جزءا مهما عندها وكذلك حركات اليدين والأظافر التي تكاد «تخزق عين المشاهدين». ارحمونا من هؤلاء النسوة اللاتي يصبغن شعورهن مرة بالأحمر ومرة بالأبيض ومرة بتسريحة عرف الديك،إن كل ما تطلع وتطل علينا من الشاشة هي مثل أعلي للفتيات والمراهقات وما أدراك ما المراهقات. إن هناك تمثيلية أخذت فيها الممثلة موعداً في مكان ناء بعيد فأصبح هذا المكان هو قبلة المراهقات والمراهقين ، هل نتمني أن تكون هناك سيدة فاضلة ورجل فاضل ليتحاورا مع المذيعات كل أسبوع في قواعد تعود علي المجتمع بالنفع والصلاح والجمال والله العظيم من غير صبغة شعر أبيض وأحمر وأحياناً أخضر وأزرق، ارحمونا وارحموا المراهقات يرحمكم الله.