السرطان مرض لعين يقتحم جسم الإنسان ويحاول السيطرة عليه بكل الطرق ليضعف قوته ويجعله يستسلم وحين ينتصر تتحول الحياة إلي جحيم بين أركان المستشفيات وغرف جلسات العلاج الكيماوي وعمليات الاستئصال، ولكن من يريد أن يتعامل معه ويقاومه لابد أن يتعامل معه كأي مرض لأن القوة وعزيمة والدعم النفسي يرفع نسبة الشفاء، وتعمل علي تقوية جهاز المناعة، وبالتالي مقاومة هذا المرض الشرس العنيد.. وهكذا كانت القصة الجميلة الصعبة التي عاشها أحمد عماد، فقد كانت حياته تسير بصورة طبيعية وعادية، وكان حلمه الكبير أن يجتاز امتحانات الشهادة الإعدادية بتفوق ، ولكن جاءت لحظة لن ينساها في حياته، توقفت فيها أنفاسه عندما عرف أن الزائر اللعين قد سكن عظمة يده اليسري، وبدأ الألم القاسي يهز كل جسده، وشعر بأن حياته قد توقفت، فرفض الكلام والطعام، وانزوي في منزله لا يري أحدا، ولا يريد أن يراه أحد، وكان خروجه الأول إلي مستشفي 57357، وفيها اقترب من الله، كما وقف بجانبه كل من سبقوه إلي المستشفي والكثير من أصحابه المتطوعين، وكانت أول خطوة في مواجهة العدو الذي استقر في يده، هي اقناعه بدخول امتحانات الصف الثالث الإعدادي من علي سرير المرض، لينجح فيها بتفوق ويلتحق بالصف الأول الثانوي.. وكان الرفيق والصديق مع أحمد هو »الرسم» الذي ظهر في حياته وساعده في تحمل آلام أول جرعة كيماوي يتناولها، وكانت البداية بعد هذه الجرعة مباشرة، حيث حاول نسيان الألم برسم عمال وممرضات المستشفي ونال رسمه الإعجاب، ليتحمس ويرسم كل شخص يقابله وأي شيء يتخيله، وتطور الأمر لينظم أول معرض رسم له في معهد أورام المنصورة والثاني بمستشفي 57357، واستطاع بحمد الله أن يجتاز خلال عام واحد مرحلة الخطر، وكان يؤكد لنا :» لا يوجد شيء يستطيع أن يقف أمام تحقيق الحلم إذا كانت روح التحدي موجودة والثقة بالنفس كبيرة وقبل كل ذلك الثقة في الله عز وجل »، وقدم له الدكتور إسماعيل طه محافظ دمياط جائزة نجاحه، وهي إقامة معرض للوحاته بمكتبة مصر العامة بالتعاون مع معهد أورام دمياط ولمدة ثلاثة أيام بعنوان » بطل يهزم المستحيل »، وافتتحه اللواء سامي حمودة سكرتير عام المحافظة.