وافق المجتمع علي فرض حظر جوي فوق ليبيا، بهدف حماية الشعب الليبي من حرب الإبادة التي يشنها القذافي ضد معارضيه. قرار مجلس الأمن حظي بأغلبية أصوات الدول الأعضاء، أما الأقلية فقد اكتفت بالامتناع عن التصويت، ولم ترفع روسيا مثلاً حق الفيتو لمنع صدور القرار. وكانت الجامعة العربية قد طالبت مجلس الأمن بلسان وزراء الخارجية العرب بسرعة فرض الحظر الجوي علي ليبيا لمنع القذافي من قتل معارضيه المدنيين. فرنسا بدأت الهجوم علي ليبيا وسبقت بضرباتها الجوية المكثفة باقي دول التحالف علي رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا اللتان سرعان ما وجهت صواريخها الذكية من قواعدها التي تبعد مئات وآلاف الكيلومترات من حدود الجماهيرية الليبية! وسرعان ما أعلنت الولاياتالمتحدة نفسها: قائداً أعلي للعمليات العسكرية. وقال أحد كبار العسكريين الأمريكيين لشبكة (سي.إن.إن) إن هذا القرار أمر طبيعي، لأنه ليس من المقبول ولا من المعتاد ألاّ تتولي بلاده قيادة تلك العمليات ضد ليبيا، وضد أي بلد آخر تشارك فيها القوات الأمريكية! تأييد المجتمع الدولي لما جري، ويجري، في ليبيا لم يستمر أكثر من يوم أو يومين علي بدء الضربات. روسيا والصين سارعتا بإعلان تمللهما، وطالبتا بسرعة وقف إطلاق النار فوراً حماية لأرواح المدنيين. الجامعة العربية بلسان الأمين العام: عمرو موسي وصفت ضربات التحالف الدولي بأنها خرجت عن نطاق قرار مجلس الأمن، وأسقطت ضحايا كثراً من الليبيين، رغم أن القرار الأممي لم يصدر إلاّ بهدف حماية المدنيين، وليس لاستهداف مدنيين آخرين. النرويج إحدي دول التحالف والمشاركة ب 6مقاتلات من طراز(إف 16) هالها ما أحدثته الضربات الفرنسية والأمريكية والبريطانية، فقررت تجميد اشتراكها في العمليات العسكرية لسبب آخر غير حماية المدنيين. لقد لاحظت النرويج أن العمليات لا تخضع لقيادة واحدة الولاياتالمتحدة وإنما لعدة قيادات منفردة. فمثلاً.. فرنسا نفذت ضربات دون الرجوع لواشنطون! وبريطانيا لا علم لها بعمليات شنتها فرنسا! و الولاياتالمتحدة تفكر جدياً في التخلي عن قيادتها، وتقترح إسناد القيادة لحلف الأطلنطي. يكفي دليلاً علي تعدد القيادات أن كل قيادة أعطت اسماً خاصاً بها للعمليات العسكرية ضد ليبيا. باريس أسمتها: »هارماتان«، و لندن أطلقت عليها:»إللاري«، و واشنطون وصفتها ب: »فجر أوديسا«! وبرر وزير الدفاع النرويجي »جريت فاريمو« قرار بلاده بتجميد اشتراكها مع دول التحالف حتي يتم الاتفاق علي قيادة واحدة لها! اختيار قيادة واحدة ليس المأزق الوحيد لعواصم الغرب الثلاث. فهناك تخوّف عام من مؤشرات واضحة علي تغير الموقف العربي من تأييده لفرض حظر الطيران فوق الأراضي الليبية، إلي انتقاد الهجمات العسكرية ضد أهداف مدنية في ليبيا. و تصاعدت أصوات عربية تندد بهذه الحرب انتقاء دول التحالف بعدم الالتزام بنص قرار مجلس الأمن بقصر التدخل العسكري علي توفير الأمن وحماية المدنيين. العواصم الثلاث سارعت بالدفاع عن »شرعيتها«، وإعلان التزامها بنص القرار الأممي، وتساءلت في الوقت نفسه:»ماذا كان ينتظر منا المعترضون علي ما نقوم به بهدف فرض الحظر الجوي علي ليبيا؟! هل كان يمكن فرضه بدون إسكات كل منصات الدفاع الجوي الليبي، و بدون ضرب المطارات التي تقلع منها القاذفات والمقاتلات الليبية لضرب مواقع الثوار؟!«.