ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الام.. أعود إلي طفولتي وشبابي حيث قضيت أجمل أيام حياتي بجوار أمي.. تلك المخلوقة الرائعة التي ضحت بكل غال ونفيس من أجل تربيتي أنا وإخوتي.. ورغم أنها لم تنل قسطا كافياً من التعليم إلا إنها كانت تحرص علي أن تزاملني أثناء عمل واجباتي المدرسية فتعلمت معي قواعد القراءة والكتابة وأجادتها لتصبح فيما بعد مدرسة قديرة لإخوتي الصغار.. ولم تمهلها الحياة فرصة كبيرة للعيش لتري نجاحاتي أنا وبقية أولادها.. فقد شاءت قدرة الله تعالي أن تودع الحياة وهي شابة صغيرة.. ورغم أنني عشت حياتي أعاني كثيراً من حنان الأم المفقود إلا أنني تعلمت أن أكون أبا قادرا علي العطاء بلا حدود لأولاده وكرمني الله تعالي أن تكون زوجتي أما مثالية قامت بواجباتها بكل جدارة وكانت هي بحق نبع الحنان والعطاء.. حيث أن عملي كصحفي كثيراً ما كان يأخذني بعيداُ عن البيت.. ولكنها دائماً كانت تسد هذا الغياب الذي يقلل أحياناً من واجباتي كأب وكانت الأم القادرة علي الحب لكل أولادنا.. حتي تخرجوا جميعاُ من الجامعات وبدأوا في اعتراك الحياة.. ورغم إنني عشت بلا أم إلا أنني وجدت ضالتي في عدة سيدات أتذكرهن جميعاً بكل تقدير واحترام أولهن: خالتي التي تقيم بالإسكندرية والتي فتحت لي قلبها قبل بيتها وكانت أما حنونة بمعني الكلمة.. ثم جاءت في حياتي أم زوجتي والتي أشعرتني دائماً أنني ابنها.. ولإنني عملت في دار أخبار اليوم وأنا صغير السن فكانت لي زميلات كبيرات مسنات.. كن جميعاً أكثر من أمهات لي وأذكر أنني عندما أردت الزواج كانت كل منهن تسارع في تدبير (جمعية) شهرية لي لدرجة أنني جمعت مهر خطيبتي من هذه الجمعيات. [email protected]